تمر اليوم الذكرى السادسة والستين لاستشهاد الامام المجتهد يحي بن محمد حميد الدين نبراس العدل والرحمة وعنوان الاخلاص لربه وشعبه وأمته زاهد العصر إمام المسلمين، أمير المؤمنين باني نهضة اليمن الحديث حراً مستقلاً.
الامام يحيى حميد الدين (1869 - 17 فبراير 1948)
هو إمام اليمن من عام 1901م و حتى عام 1948. هو الإمام المتوكل على الله يحيى بن الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى حميد الدين، ومؤسس المملكة المتوكلية اليمنية. وقد لقي مصرعه في محاولة انقلاب فاشلة عام 1948. وخلفه ابنه الإمام أحمد.
ولد سنة 1286 هـ في فرع حميد الدين من قبيلة القواسم. تتلمذ على يد والده، وأخذ عن العلامة الجنداري، العلامة علي بن علي اليماني، العلامة العراسي، السيد زيد الكبسي، العلامة لطف شاكر و غيرهم.
أجازه و استجازه عدد من علماء عصره من اليمن وخارجها.
عند وفاة والده الإمام المنصور بالله محمد (عام 1322 هـ) استدعى علماء عصره الزيديين المشهورين، إلى حصن نواش بقفلة عذر، و أخبرهم بالوفاة وسلم مفاتيح بيوت الأموال لهم طالبا منهم أن يقوموا باختيار الإمام الجديد فأبو إلا أن يسلموها له لاكتمال شروط الإمامة فيه. وقد رفض ذلك في أول الأمر. ولكن بعد إقامة الحجة عليه قبلها. لم تعترف الدولة العثمانية بإمامته على اليمن وهو جزء من الدولة العثمانية، مما أدى إلى نشوب الحرب بين الأتراك وقوات الإمام. انتهى القتال عام 1911 باعتراف العثمانيون به إماماً على اليمن.فترة حكمه
قام بعد وفاة أبيه سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف (1322 هـ) الموافق 1901 م تقريبا. فجند الجنود وأخرج الأتراك وأجلاهم عن اليمن , وحارب الانجليز وأوقف مدهم.
وبعدها عمل على توحيد البلاد وإنشاء المؤسسات التعليمية والحكومية والعسكرية. كما وفر العدل، والأمن، والقضاء والمال العام واحترام الدولة. وقد رشحه عدد من علماء المسلمين لتولي خلافة المسلمين بعد سقوط الدولة العثمانية و لكنه رفض. حكم مدة خمسة وأربعون سنة (45 سنة) حتى اغتيل في محاولة الإنقلاب الدستوري الفاشل عام 1367 هـ الموافق 1948 م.
أولاده
أحمد, محمد, الحسن, الحسين, علي, المطهر, إبراهيم, عبد الله, العباس, إسماعيل, القاسم, يحيى, المحسن, و عبد الرحمن.
تاريخه
كان الإمام يحيى في الحرب العالمية الأولى قد وقف على الحياد فلا حارب الأتراك ولا شاركهم مع باقي قبائل اليمن الأسفل في حربهم القصيرة ضد المحميات في الجنوب والتقدم إلى لحج.
وقد قام الإنجليز رغم انتهاء الحرب واستعداد الأتراك للخروج من اليمن بالاستيلاء على تهامة حتى الحديدة ، لكي تكون مناطق مقايضة مع الإمام يحيى الذي أدرك الإنجليز وبحكم طبيعة الأمور في اليمن ، إن الإمام سيتطلع إلى تحرير الجزء المحتل.
وقد أخذ الإمام يحيى فعلا المبادرة بعد خروج الأتراك من اليمن التطلع إلى تحرير على المناطق التي أخلاها الأتراك، بل ويتطلع إلى توحيد اليمن بتحرير المحميات في جنوب اليمن.
لكن الإنجليز وجريا على سياستهم المشهورة فرق تسد قاموا عام 1921 م بتسليم ما احتلوه من المناطق التهامية إلى حليفهم الإدريسي والذي وقف إلى جانبهم في الحرب بموجب معاهدة صداقة عقدت بينه وبين الإنجليز عام 1915 م، وهكذا وجد الإمام، الذي أعلن قيام المملكة المتوكلية اليمنية نفسه محاطا بالخصوم في الشمال والجنوب والغرب ، ومحروما من الموانئ المدرة للمال جراء نشاطها التجاري، بالإضافة إلى تمردات القبائل بإيعاز بكل ممن أحاطوه، وقد واجه سيف الإسلام أحمد بن الإمام يحيى كقائد عسكري لقوات أبيه تمردات القبائل في حاشد وتهامة والبيضاء ببأس واقتدار، كما تمكنت قوات أخرى للإمام من دخول الحديدة بعدئذ دون قتال، وآية ذلك هو موت الأمير محمد الإدريسي المؤسس للإمارة الإدريسية ، لتحل مشاكل خلافة السلطة في الأعقاب وليتسلم الحكم في الإمارة حسن الإدريسي عم محمد المؤسس ، والذي لم يكن بنفس حماس وحنكة المؤسس ، مما مكن قوات الإمام من التقدم شمالا لتحاصر مدينتي صبيا وجيزان ، أهم مدينتين في أعالي الشمال اليمني ، ضمن الإمارة الإدريسية، ولقد رفض الإمام الاعتراف بالإمارة الإدريسية مقابل الدخول في حماية الإمام ، بحجة أن الأدارسة المنحدرين أصلا من المغرب العربي دخلاء على البلاد التي كانت دوما جزءا من البلاد اليمنية التي حكمها أجداده، وقد دفع هذا الموقف الحاسم من الإمام الأدارسة إلى الالتجاء بآل سعود الذين قامت دولتهم في نجد والحجاز على أنقاض دولة الشريف حسين وأبنائه، فعقد معاهدة حماية بين آل سعود و الأدارسة عام 1926 و بسط السعوديون على إثرها سلطتهم على بلاد عسير، وهي المعاهدة التي لم يعترف بها الإمام ، مما أدى إلى مواجهات واشتعال حرب بين الطرفين عام 1934م انتهت بتوغل القوات السعودية داخل الأراضي اليمنية الساحلية بقيادة الأمير فيصل و توغل قوات الإمام إلى مشارف الطائف بقيادة ابنه الأمير أحمد. و كانت نتيجة ذلك الوضع العسكري توقيع الاتفاقية بين الطرفين وعرفت واشتهرت بمعاهدة الطائف.
وفي مواجهة الإنجليز في جنوب اليمن كان الإمام يحاول توحيد البلاد اليمنية بتحرير المحميات الجنوبية فدخلت قواته الضالع للضغط على بريطانيا كي تسلمه الحديدة، وليعلن عدم اعترافه بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بين قوتين غازيتين على أرض ليست لهما، وقد رأى الإمام أن يستعين بإيطاليا التي تحتفظ بمستعمرات في الساحل الأفريقي المقابل، فعقد اتفاقية صداقة معها عام 1926 ولم يفت الإنجليز مغزى هذه الاتفاقية ، التي شجعت الإمام على دخول العوالق العليا والسفلى إلى جانب تدعيم قواته في الضالع والبيضاء ، كما عقد معاهدة صداقة وتعاون مع الاتحاد السوفيتي في العام 1928 فكان رد فعل الإنجليز على تحركات الإمام هذه هو الحرب التي اشتعلت بين الطرفين عام 1928 ، استخدم فيها الإنجليز الطائرات الحربية التي ألقت على الناس منشورات تهديد وقنابل دمار ألحقت الضرر في جيش الإمام وفي المدن الآمنة التي ألقيت عليها، وقد انتهت هذه الحرب و الدخول في مفاوضات انتهت باتفاقية لحسن الجوار عقدت بين الطرفين ، وقد انسحب الإمام فيما بعد من مناطق المحميات التي دخلها، ومع أن الإمام رفض الاعتراف بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بريطانيا وتركيا ، إلا انه اضطر للتسليم بالوجود البريطاني في عدن لمدة أربعين عاما قادمة ، وهي مدة الاتفاقية ، على أن يتم بحث
موضوع الحدود قبل انتهاء مدة هذه الاتفاقية.
اغتياله في الثورة الدستورية
1948- اغتيال الإمام يحيى حميد الدين إمام اليمن، وذلك بعد عودته من زيارة منطقة بيت حاضر، حيث كمن له مجموعة من الثوار بقيادة القردعي وأطلقوا عليه النار في سيارته مما أدى إلى وفاته، وعرف هذا الحدث باسم الانقلاب الدستوري، حيث أزيح آل حميد الدين من الحكم وتولى عبد الله الوزير السلطة كإمام دستوري، لكن الانقلاب فشل بعد أن قاد ولي العهد أحمد قاد ثورة مضادة أنهت الحكم الدستوري بعد 25 يوماً وتولى أحمد الحكم خلفا لأبيه.
وقد كان الإمام يحيى قد جاوز الثمانين من العمر, و دفن بجوار مسجد جامع الرحمة بصنعاء. وفي ذلك اليوم قُتل أيضاً نجلاه الحسين والمحسن, وحفيد له طفل في حجره الحسين بن الحسن, ووزيره القاضي عبد الله العمري.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
* من مصادر متعددة