السلطنة العبدلية انموذجا : الجنوب العربي والحكم الرشيد

2014-02-10 08:35
السلطنة العبدلية انموذجا : الجنوب العربي والحكم الرشيد
شبوة برس- خاص عدن - لحج

 

السلطنة اللحجية العبدلية كما ورد في الكتاب (هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن) لكاتبه الفقيد الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي (القمندان) ص 168 أن الشيخ فضل بن علي محسن فضل العبدلي مؤسس السلطنة العبدلية استقل بحكم لحج عام 1145هـ (حوالي 1731م) فأطلق على جميع آل سلطنته من يومئذ لقب العبادل.

 

وذكر الكاتب الجنوبي البارز نجيب يابلي  ان المؤلف عبدالرحمن جرجرة قد أفاد في كتابه المرجعي (هذا الجنوب أرضنا الطيبة - ص 22): «تقع سلطنة لحج بين سلطنة الحواشب واليمن شمالا وغربا وولاية عدن جنوبا ثم ولاية الفضلي شرقا ومساحتها تقدر بثمانية آلاف ميل مربع (حوالي 20720 كيلومترا مربعا) وتنقسم إلى خمس مناطق: منطقة الحوطة، منطقة طور الباحة، منطقة الشط، منطقة العارة ومنطقة كرش».

 

 

السلطان فضل عبدالكريم: الميلاد والنشأة .. أنجب الشيخ فضل بن علي محسن العبدلي ثلاثة أولاد هم عبدالكريم وأحمد وفاطمة.

 

أنجب ابنه عبدالكريم ثلاثة أولاد : فضل، علي وأسماء أما ابنه الثاني أحمد (القمندان) فقد أنجب ابنتين هما: فاطمة، التي تزوجت من ابن أخيه السلطان فضل بن عبدالكريم وخديجة التي تزوجت من ابن أخته أحمد مهدي بن علي.

 

أما ابنته الثالثة فاطمة فضل بن علي فقد تزوجت من ابن عمها مهدي بن علي محسن العبدلي وأنجبت منه صالح مهدي بن علي وأحمد مهدي بن علي وعلي مهدي بن علي.

 

 

السلطان فضل عبدالكريم فضل بن علي محسن العبدلي أكبر انجال السلطان عبدالكريم فضل العبدلي(1947-1880م) من مواليد الحوطة عام 1907م (هناك إفادة أخرى بأنه من مواليد عام 1901م وردت في كتاب «العبادل سلاطين لحج وعدن» للأستاذ حسن صالح شهاب ص 98).

 

وتلقى السلطان فضل عبدالكريم تعليما بسيطا وتخللت عقود حياته الأولى مظاهر الاضطراب بعضها عام وبعضها الآخر خاص فألقت بظلالها الداكنة على حياته وتصرفاته حيث تعرضت علاقة السلطنة اللحجية العبدلية مع بعض مناطق الجوار في فترات معينة إلى الاحتقان، كما تعرضت السلطنة إلى الاحتلال التركي، إذ أعاد البريطانيون السلطان عبدالكريم فضل ومن كان لاجئا معه في عدن إلى لحج بعد جلاء الترك عنها وكان برفقته والي عدن اللواء استيورت ومساعده وجملة من ضباطه وكان ذلك في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من سنة 1337هـ /ديسمبر 1918م (مرجع سابق شهاب ص 83

الوثيقة :

 

وابرزت وثيقة عمرها حوالي 109سنوات  وتحصلت عليها صحيفة (عدن الغد) الدروس المواعظ الكثيرة التي نفتقدها اليوم عن معنى وكيفية الحكم العادل والرشيد , حيق أكدت ان العدل أساس الحكم ولم يكون العدل في أي يوم من الأيام منقصا من هيبة الدولة ورجالها بل العكس.

 

هذه الوثيقة تحكي بان أبن السلطان احمد فضل محسن العبدلي في حياة والده الذي كان سلطان السلطنة العبدلية في حين تاريخ هذه الوثيقة ، قد استصلح أراضي بور بأن شق لها نهرا لساقها من الوادي الأعظم بلحج فأحياها حتى أصبحت جنان مثمرة عندها أي بعد مرور حوالي عام ونصف أو عامان ظهر له مجموعة من رعايا السلطنة معهم حجج شرعية تثبت ملكهم لبعضا من تلك الأراضي التي قد أحياها ابن السلطان عن طريق الإرث من جدهم المتوفى حوالي عام 1200هجرية .

 

وبرغم من ان مشترى اغلب الأراضي كان من قبل حوالي 240عام ، وبأنها قد أصبحت هاملة دامرة وقد جهل أكثرها لتطاول الزمن حتى صارت أراضيهم مجهولة تظن أنها من أثار عمارة جاهلية وبرغم من ان بعض تلك الحجج غير صالحة ولا واضحة لكونها مخرقه من بعض مواضعها لقدمها فلم يتبين تاريخها وحدودها ، ولم يستخدم نفوذ والده سلطان السلطنة في حينها لتضليل الحقوق بل قبلها ابن السلطان وأرضاهم بما رضوا به ، وطلب عقد مجلس لإظهار الحقوق الشرعي لهم وله في تاريخ 25شوال سنة 1326هـ.

 

السلطنة العبدلية كانت عضواً في اتحاد إمارات الجنوب العربي الذي خلفه اتحاد الجنوب العربي في عام 1963 , وتعرف عاصمة سلطنة لحج باسم الحوطة، ويطلق عليها تجاوزاً لحج أيضاً.

وعرف زمن السلاطين انه بني على أساس العدل وإظهار الحقوق لجميع فئات الشعب دون تفرقه ، ونزاهة القضاء واستقلاليته في ذلك الزمن ، عكس  الزمن الحالي الذي الباطل المختلط بالفساد أصبح أساس الحكم ومستشري في جميع مفاصل الدولة وبين العامة والخاصة".

وبسبب ما تعرض له الجنوب منذ حرب اجتياحه في العام 1994م وما سبقه من حكم الحزب الاشتراكي الذي قاد الجنوبيون نحو القهر والسلب والذل , كما يقولون

 

ويقول جنوبيون انهم اليوم في أمس الحاجة لعودة تلك السلطنات والمشيخات التي حكمت دولتهم بأعتبارها تمثل هوية دولة يقول ناشطون ان الاشتراكيين قادوها نحو اليمننة التي قضت على دولتهم وسلبت حقوقهم وثرواتهم.

 

ورقمت الوثيقة بالرقم التسلسلي XI-0033/ BF-02  وهي  من أرشيف الأمير/ محسن بن فضل بن علي بن أحمد العبدلي , الأرشيف السلطاني الخاص للمملكة العبدلية , بتاريخ 25/10/ 1326هـ - 20/11/1908م.

واتت الوثيقة في مقاس الطول40.5CM/ 16 IN  - العرض   22CM/ 8.75 IN

 

وجاءت الوثيقة تحت عنوان (نائب الشرع بلد لحج) " تحرر بمجلس إظهار الحقوق الشرعي في لحج بتاريخ 25 من شهر شوال سنة 1326 سنت الف وثلاثمائة وسته وعشرون هجريه حيث ان آل القمصام ورثة محمد بن سعيد القمصام الموجودين الآن الآتي ذكر أسمائهم أدناه اظهروا حججا شرعيه وجدوها بعد جدهم محمد بن سعيد القمصام المتوفي اثناء القرن الثاني عشر من الهجرة تحكي مشتروات لجدهم المذكور لأراضي في العبر الوسط من محارث وادي لحج المحمية بالله حوالي وادي طير المعروف كما دل على ذلك تحديد بعض الأراضي به في الحجج وعلى تلك الحجج ختوم وأصحة نواب الشرع الشريف في ذلك الأوان وسيأتي خلاصه ما في الحجج وذكر أسماء النواب وجميع الأراضي المذكورة في الحجج قد أصبحت اليوم هاملة دامرة وقد نسفت عليها الرياح عوالج الرمال وجللتها باحقاف وتلول من الرمل وجهل أكثرها وذلك لتطاول الزمن ودثور نهرها المسمى الوسط التي اعتادت السقيا منه بجلبه الماء من الوادي الاعظم ولم يبق له اثر يذكر حتى صارت اراضيه مجهولة تظن أنها من أثار عمارة جاهليه وكان صاحب الهمه والنشاط السلطان علي بن احمد فضل محسن العبدلي قد شق نهرا من الوادي الاعظم ليحي به أراضي وادي طير وبالفعل احيا اراضي كثيرة منه فلما اظهر آل القمصام الحجج المذكورة حاكية لملكهم تلك الأراضي وهي ضمن الأراضي التي قد أحياها ، ورأى السلطان المذكور الحجج وثبت بها عنده ملكهم الاراضي التي آلت إليهم بالإرث من جدهم المذكور ، أرضاهم بما رضوا به على ان ينذروا له بها نذر منجزا لاتصالها بما أحياه لتكون القطعة كلها في حوزته على حالها وليتعوض عما كابده في إجراء النهر إليها من المشاق والمصاعب وبالفعل حصل الرضا من كافتهم ونذروا له بكل ما يخصهم من تلك الاراضي ذكورا واناثا امام الشهود الآتي ذكرهم كما سيأتي ذلك كله وبناء عليه ففي يوم تاريخه حضر لدينا السلطان المذكور واحضر الشهود وهم الامير حسن بن اسماعيل ناصر وصالح بن عوض سالمين والشيخ عبدالقادر ابن الشيخ شايع شاغث واحمد بن صالح منصور عمرو ، شهد الامير حسن وصالح بن عوض على نذر الرجال الآتي ذكرهم وشهيد الشيخ عبدالقادر واحمد صالح على نذر الذكور والإناث معا وشهد الكل لله تعالى بان صلاح بن احمد ومحمد بن احمد وعليا بنت احمد اولاد احمد ناصر القمصام وحاصل وفاطمة ومريم اولاد سلام بناصر القمصام وعائشة بنت ثابت بناصر القمصام واولاد اخيها ناصر بن ثابت بناصر القمصام وهما صالح واحمد وصالح بحيدرة وعلي بحيدرة وعائشة بنت حيدرة ومكيه بنت حيدرة اولاد حيدرة بن ناصر القمصام المنحصر فيهم الجميع ارث محمد بن سعيد القمصام نذروا على السلطان علي بن احمد فضل محسن العبدلي بالأرض المسماة الشوبق وحد مطوع وحد مطوع الثاني وفلجه وحد مطوع الثالث وافلاجه والمقطوع والأصلع وربيعه وحد مسخ والتيجان والطين المعقم وافلاج المذكر واللجنة وبكلما خصهم واستحقوه في اراضي العبر الوسط من قليل وكثير عامل او هامل معلوم او مجهول وبكلما تستحقه الأراضي المذكورة من السقيا من الوادي الاعظم ونذروا له ايضا بكلما يخصهم من اراضي الزريعي بحقوقها نذروا بالكل نذرا صحيحا شرعيا منجزا لا معلقا ولا مؤقتا ولا لجاج فيه نذر بنذر وتقرب لله تعالى لا لشيء ولا في مقابله شيء ولا شرط فيه مع علمهم بأن النذر مزيل للملك من حينه وهذا بيان بمشتروات مورثهم محمد بن سعيد القمصام  اخذا من الحجج الشرعية مع ذكر اسم الأرض وبائعها واسم النائب الشرعي وتاريخ شرائها فأما فلج الذكر فمشترى محمد سعيد القمصام من عبدالرحمن بن محمد جبلي في سنة 1083هـ وعلى الحجة ختم القاضي حيدرة بن احمد الحيدي وتحديدها قبليا ملك المشتري وعيال عبداللطيف وبحريا ملك المشتري وغربيا فناح بنات احمد والوادي الأعظم وشرقيا عبر الوسط ، وأما الأصلع وربيعه واللجنه والشوبق وحد مطوع وما اليه فهو مشترى محمد بن سعيد القمصام من محمد بن عبدالله القمصام بموجب حجة فيه ولكونها مخرقه من بعض مواضع منها لقدمها لم يتبين تاريخها وحدودها واسم النائب الشرعي فيها وأما حد مطوع وافلاجه بعبر الوسط فهو مشترى محمد سعيد القمصام من الحرة فاطمه بنت درويش العجمي الشهير بالشكر بموجب الحجه وتاريخها سنة 1083هـ وفيها ختم النائب الشرعي ان ذاك الحسن بن الحسين الشامي وحدوده منها قبليا حد مطوع الأعلى وبحريا الشوبق ملك المشتري وشرقيا القصب ملك الشيخ عمر وطائفة من الشوبق وغربيا ودن ملك الشيخ محمد بن زين وأما التيجان وطين المعقم هامل وعامل فهو مشترى محمد بن سعيد القمصام من النقيب هادي بن يحيى الهمداني بموجب الحجه التي تحكي ذلك بختم القاضي عمر بن عبدالرحيم وتاريخها سنة 1103هـ وحدودها قبليا قرية اهل زريع وطائفة من وادي طير وشرقيا السيلة النازلة من جهة مضيق وبحريا ساقية طين الشيخ ملك دعدع وغربيا عبر الوسط والوادي الاعظم واما ارض مسنح فهو مشترى محمد بن سعيد القمصام من عبدالرحمن بن احمد اسماعيل وكريمته مريم بنت احمد بموجب الحجه المختومة بختم القاضي حيدرة بن احمد الحميدي ولم يظهر تاريخها وحدودها لكونها مخرقه وأما حد مطوع وفلجه بعبر الوسط فهو مشترى محمد بن سعيد القمصام من عمر بن عبدالرحمن الفيش بموجب الحجة المؤرخة سنة 1082هـ ولم يظهر ختم القاضي وحدود الأرض لتخريقها هذا ما وجدت فيه الحجج الشرعية وبناء على ثبوت ذلك لهم بموجب الحجج الشرعية التي أظهروها بشراء جدهم لتلك الاراضي وعلى موجب شهادة الشهود المذكورين أعلاه بأنهم نذروا بها كما هي اعلاه للسلطان علي بن احمد فضل محسن العبدلي فقد صارت ملكا له من جملة املاكه يتصرف فيها كيف يشاء بما شاء لامانع يمنعه من ذلك ولا حائل يحول بينه وبينما هنالك لكونها اتصلت اليه على الوجه الشرعي بلا أكراه ولا إجبار فلا راد يرده منها ولا صاد يصده عنها وإذا اظهر آل القمصام المذكورون حجة شرعيه بعد هذا التاريخ تحكي ملكا سابقا لهم في الأراضي المذكورة فلا اعتماد عليها ولا اعتبار بها اذا كان تاريخها قبل هذا التاريخ كما قد اشهدوا هم أنفسهم الشهود المذكورين اعلاه على انفسهم بذلك وبذلك جرى الإشهاد وبالله سبحانه وتعالى الاعتماد وبه الحول والقوة وعليه المعول واليه الاستناد وهو الشاهد والكفيل.

 

 

شهد بذلك                           شهد بذلك                           شهد بذلك

توقيع                    احمد منصر محسن فضل                علوي حسن الجفري

 

شهد بذلك                          شهد بذلك                           شهد بذلك وكتبه

حسن محمد علوي الجفري         محمد جعفر السقاف           صالح سعيد سالم سعد الأمير

 

* كتب / صـــــالح  أبو عـــــوذل