الأخوة الأعداء للقضية الجنوبية - د حسين لقور بن عيدان
عالمنا اليوم وما يجري فيه يرينا حجم الفساد والتحلل الاخلاقي للسياسة واندثار قيم المبادئ السامية وشرف الوقوف مع القضايا العادلة للشعوب المظلومة في وجه قوى الشر والاستغلال للبشر, بعد ان اصبحت المصالح الاقتصادية الفردية هي الفاعل الاساسي لرسم سياسات وقهر شعوب كاملة خدمة لافراد.
ما تواجهه القضية الجنوبية ليس بعيداً من هذا السائد في سوق المواقف السياسية ويمكننا أن ندركه لا أن نفهمه خصوصاً ونحن اما قضية عادلة بكل المقاييس الانسانية والسياسية لكن ما لا نستطيع فهمه هو وقوف بعض القوى الجنوبية ( منها من خرج في مراحل تاريخية معينة في اظار الصراع السياسي وبعضها من نشأ من رحم احزاب شمالية كاتباع المؤتمر والاصلاح ) في وجه عدالة قضية شعبهم وتبنيهم مفهوم قوى النفوذ التاريخية الشمالية في النظر الى الجنوب بانه فرع وعاد الى الاصل.
هناك الكثيرين من يقرون بشرعية نضال الجنوبيين بحكم قوة ومشروعية القضية الجنوبية و مع هذ يتفانون في البحث عن مبررات واعذار كي يتنصلون بها من الوقوف ونصرة هذا الشعب , البعض تحت شعارات قومية ووطنية وقوى اخرى تحت شعارات دينية , لكن الأدهى والأمر إن بعض من هولاء يصوبون بنادقهم واسلحتهم الى صدر القضية الجنوبية تحت مبرر ان هناك قيادات لها تاريخ غير مشرف في الجنوب موجودة في قيادة الحراك السلمي وقد لا نختلف معهم في ذلك لكنهم لم يسألوا انفسهم لماذا هذه القيادات هي من ظهرت وتصدرت الواجهة على الساحة ’ والإجابة بسيطة وهو انهم قد تبنوا مطالب الجماهير ببساطة ولم يبحثوا عن اعذار فلماذا لم يتقدم هولاء ويتبنون قضية شعبهم ولن يكون هناك لا قيادات من التاريخ الجنوبي السابق المعترض عليه ولا غيره.!
ما الذي ينتظره هولاء اليوم كي يكونوا مع شعبهم لإن تيار الشعوب هو المنتصر دوما طال الوقت أو قصر, وسيكون من الأفضل لهولاء التقدم إلى الصفوف الأولى لقيادة الحراك الجنوبي وسيكون موقفهم اكثر ايجابية اذا هم ساهموا في مشروع إعادة بناء مشروع الدولة الجنوبية والاندماج مع مواطنيهم وتبني قضية وطنهم والمساهمة في وضع برامج سياسية تحقق طموح الجنوبيين في تحقيق اهدافهم في استعادة هويتهم ودولتهم .
ولكن ما هو اكثر ايجابية من كل هذا وذاك هو ان يوقفوا بث الفرقة بين الجنوبيين كأضعف الايمان وتبني شعارات واهداف من دمرو الجنوب وانسانه واستولو على خيراته ومقدراته ضمن سياسة النهب والتفيّد وتحقيقاً لاهداف قوى التخلف القبلي والعسكري والديني في صنعاء وحتى لا يأتي عليهم يوماً يصبحون في نظر شعبهم مجرد عملاء او خونة فالتاريخ لا يرحم والشعوب لا تنسى من خانها مهما كانت قداسة الشعارات التي يرفعها ويتبناها كحقيقة مطلقة .