إعادة هيكـلة المساجد
د . يوسف الحاضري
- (( سأقاطع الحوار المزمع إقامته في اليمن بين أطراف الصراع على السلطة حتى يتم إعادة هيكلة المساجد على أسس دينية مذهبية حزبية مدنية أمنية أقلية )) ,,, هكذا ابتدأ الطرح العام لمقالي هذا المعنون ب"إعادة هيكلة المساجد" في اليمن الحبيب والذي يستحوذ على إدارته غالبيته الجماعة التي تطلق على نفسها "الإخوان المسلمين بمسماهم اليمني حزب الإصلاح" وبمسماي الخاص "بني إخوان" .
- نعم ,,, أقولها بصراحة وبوضوح وشفافية مطلقة يجب على لجنة الإعداد للحوار أن يدرجوا في قائمة المواضيع التي سيتم مناقشتها موضوع "إعادة هيكلة المساجد" لأنها تقع منذ أكثر من 33 عام تحت سيطرة وإدارة وتعبئة "بني إخوان" بعدد لا تتناسب مع جماهيرهم في الوسط اليمني ,,, فحزب الإصلاح الإخواني له قاعدة تقريبا تصل إلى 20% في اليمن ويملك من المساجد ما نسبتها أكثر من 70% من مساجد اليمن في تفاوت وتضارب خطير جدا أدى لزرع التعبئة الخاصة في قلوب منتسبيهم ومرتادي المساجد إما للصلاة أو لتلقي العلوم الشرعية حيث يصبحون لقمة سائغة للتعبئة الخاصة السياسية وأحيانا الإرهابية ,,, بيد أن جماعة مذهبية كالزيدية في اليمن والتي عبارة عن مذهب ديني منتشرة في معظم أجزاء اليمن الشمالي وجزء من الغربي أكثر تواجدهم في مساجد المناطق القروية رغم أن المد الإخواني وصل إليهم ودخل في صراع معهم مستخدما في ذلك أساليب الترغيب والترهيب ,,, ونسبة مساجدهم لا تتناسب مع نسبتهم الجماهيرية ,,, أما السلفيين "أهل السنة والجماعة" فهم اقل جماعة تمتلك مساجد في اليمن حيث أن تواجدهم في اليمن تحت مسمى سلفي يرجع لمنتصف تسعينيات القرن الماضي وهم أقل طائفة ,,, أما جماعة الحوثي والتي تدعي أنها منبثقة من الزيدية فهي كما نعلم جميعا تستحوذ على معظم مساجد بعض المحافظات في شمال الشمال كصعده "منبع الحركة" والجوف وأجزاء من حجة وعمران ولكنها جميعا معدودة ولا تقارن جميع المذاهب والحركات الشعبية والحزبية بما يتناسب مع حجمها الجماهيري ,,, ونادرا ما نجد مساجد تكون مستقلة عن الرؤى والاتجاهات المذهبية والحزبية في اليمن الحبيب حتى وإن وجدناه فسنجد "بني إخوان" يسارعون للاستحواذ عليها كما أسلفت بالترغيب أو الترهيب ,,, فلقد أصبحت المساجد مصدر معيشة الكثير منهم وأصبحت أيضا بداية الطريق لحياة منتسبيهم السياسية ولحشد الجماهير الانتخابية وتعليم وتخريج وتصدير الكثير من الإرهابيين والذين يحلمون بالحور العين في الجنات من خلال الضغط على رز تفجيري يكون متصل في جسده ,,,وهكذا هي حال مساجدنا في اليمن الحبيب والتي أطالب من هنا إعادة هيكلتها بما يتناسب مع حجم الجماهير في اليمن.
- لقد رأينا الكثير مما يضحك في إدراج قضايا عديدة ضمن الحوار الوطني والذي يأمل الجميع الخروج منه بإخراج اليمن من دائرة الصراع على السلطة ووقف سيول الدماء ,,, ولا أفهم ما فائدة إدراج قضايا في هذا الصدد كقضايا زواج الصغيرات القاصرات ,,, ولأن الأمر أصبح مفتوحا لأي قضية فأجد أن إدراج "إعادة هيكلة المساجد" من أهم القضايا التي يجب أن تُدرج لأنها – حسب اتفاق الجميع- مصدر لتفريخ الإرهابيين من خلال التعبئة الخاطئة فنحن نسمع صرخات "الله أكبر" بعد كل عملية انتحارية تعصف بالجماجم البريئة هنا وهناك في ظاهرة تشويهية خطيرة ودخيلة على التعاليم الإسلامية ,,, أو أنه من الأفضل دراسة ومناقشة سحب جميع المساجد من بين يدي الأفكار والخطباء الحزبيين العنصريين ووضعها جميعا تحت إدارة مستقلة تتبع رئاسة الجمهورية مثلها مثل المجلس الوطني للسكان والصندوق الاجتماعي للتنمية وتحت إدارة فرعية لوزارة الأوقاف والإرشاد ,,, بحيث يكون هناك قضايا دينية اجتماعية هي التي يجب على خطباء ومرشدي المساجد نقلها للشعب بعيدا عن الدعوة لغير الله فالله جل وعلا يقول في كتابه الكريم {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }الجن18,,, وللأسف أصبحت المساجد هذه الأيام للأحزاب والطوائف ولا ندعوا فيها لله أبدا ,,, والله من وراء القصد.