نجوم تهوي في سماء حضرموت .. علمان فقدناهما

2013-11-07 10:02

منيت حضرموت في الأسبوعين الماضيين بفقد علمين من أكرم أعلامها الذي أفنوا حياتهم في خدمتها وخدمة أهلها، حيث فجعنا بوفاة فقيدنا وأستاذنا عمر محمد بن سهيلان، وهو من الشخصيات البارزة في المجتمع الحضرمي فقد خدم العلم بعد أن أتم دراسته في السودان والتحق بالتدريس بمدرسة بازرعة الخيرية في بداية الخمسينات من القرن الماضي فكان لي شرف التتلمذ على يديه فألفيته خير مربي وخير راع وخير موجه، وإن أنسى فلا أنسى مسرحيته عن القائد الفذ صلاح الدين الأيوبي حيث كان فقيدنا هو الكاتب وهو معد السيناريو والمخرج أيضًا وقد أسند لي أحد الأدوار البطولية فيها.

 

وحين ترك أستاذنا مدرسة بازرعة الخيرية انتقل إلى حضرموت والتحق بمدارسها ليستمر مدرسًا بها حتى نكبت حضرموت بالنظام الماركسي الذي حارب هؤلاء الأفذاذ واعتبرهم ألد أعدائه مما اضطر الكثير منهم لمغادرة حضرموت غير مختارين فكان منهم أستاذنا الفقيد عمر محمد بن سهيلان، الذي غادر حضرموت إلى المملكة العربية السعودية واستمر مقيمًا بها حتى جاءت الوحدة ليعود إلى حضرموت مسقط رأسه ومهوى فؤاده ليختتم حياته العملية فيها بإنشاء مؤسسة خيري لمساندة الهيئات الحكومية التعليمية والصحية تعمل على مساعدة حضرموت.

 

وبعد أقل من أسبوعين من وفاته نُفجع بفقد شخصية أخرى لا تقل عن الأولى من حيث المكانة الاجتماعية والتفاني في حب حضرموت والإخلاص لأهلها، إنه الأستاذ القدير والمؤرخ الشهير الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالكريم الملاحي، الذي عرفته في السنوات الأخيرة التي تمكنت فيها من زيارة حضرموت بعد غياب طويل عنها ينيف عن 38 عاما، فكان لي أن تعرفت على هذه الشخصية الفذة فارتبطت بها وارتبطت بنا وكان عضوًا فاعلا معنا في مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين.

 

ولا أنسى دور أستاذنا القدير الملاحي حين شارك معنا في الاحتفاء بتريم عاصمة الثقافة الإسلاميةعام 2010م وما بذله من جهود في الإشراف على البحوث التي قدمت إلى اللجنة العلمية التي شكلناها للنظر في البحوث العلمية المقدمة من الباحثين في هذه المناسبة فكان يستقبل البحوث ويعمل على تدقيقها ومراجعتها وتقويمها والإشراف على اللجنة المخولة باختيار البحث الفائز منها.

 

هاتان الشخصيتان: المربي والمؤرخ؛ تفقدهما حضرموت مع قلة أمثالهما من الرجال الذين بذلوا أعمارهم في سبيل نشر العلم والمعرفة في حضرموت وأخلصوا لوطنهم من خلال التربية والتعليم أو من خلال الكتابة والتأليف.

 

فرحم الله المربي الفاضل عمر محمد بن سهيلان، وغفر الله للمؤرخ القدير عبدالرحمن بن عبدالكريم الملاحي ، وجبر مصاب أهل حضرموت فيهما وعوضهما في مصيبتهم بهما خيرًا، إنا لله وإنا إليه راجعون