يفتقر إنسان اليمن إلى الحب في حياته اليومية . حتى أن مشاهدة مائة حلقة من مسلسل " مهند ونور " أو أي مسلسل تركي مشحون بالعواطف وبالجمال، يصير - بالنسبة إلى كثير من اليمنيين المفتوحين على الحياة - أهم وأفضل ألف مرة من مشاهدة حلقة واحدة لـشيخ دين متجهم الوجه ، نشاهده في التلفاز يعظ الناس والصميل في يده ؛ وهات يافجايع فوق خلق الله ،وكأن عاد احنا ناقصين فجايع أو عذاب .
> الملاحظ أن كثيرا من اليمنيات - الُمسنات منهن بالذات - يجدن في غراميات المسلسلات التركية ما يشبع حاجتهن العاطفية بالتأكيد ، خصوصا إذا ماعرفنا أن غالبية الأزواج في اليمن ، الواحد منهم مش أكثر من " شاقي" فقط ، إذ هو من صبح الله إلى المغيب "يبرطع " وراء لقمة العيش ، وما عد يرجع البيت إلاّ وقد هو ناسي شكل زوجته أساسا وما عد فيبوش طافه حتى يقول كلمتين «حلوتين» ، وتكبر أسرة جدرانها العاطفية مطلية بالخواء .
> لا يعيش إنسان اليمن حياة طبيعية على الإطلاق .
حياتنا اليومية مليئة بالمنغصات وبالالتزامات حتى يكاد الواحد منا يشعر أن رأسه سينفجر كالبالونة تماما من كثرة الضغوط التي تحيط به ، وما من وسائل للمتعة وللاسترخاء غير أن ينام المرء في انتظار القيامة !؟
> أحبك يا أم أوس