صباح المسيح الدجال:

آفةُ كلِّ بلادٍ صنفان.. حكومةٌ تتولى دفةَ البلادِ ورجالُها ليسوا على مستوى الحُكمِ ولا يملكون أدنى درايةٍ بالسياسةِ ولا أبسطَ مقوماتِ الإدارةِ. وبشرٌ سكنوا البلادَ، شعبٌ مُسيَّرٌ مشحونٌ ينطلقُ مع أولِ نفيرٍ دون تدبرٍ ولا تفكيرٍ. هذا واقعُنا في الجنوبِ منذ 1969م وحتى اليوم. قادتُنا نيرونُ روما، يحرقون الوطنَ وهم يدندنون بغيتارةِ الوطنية والحريةِ، وحكومتُنا السامري لهم كاملُ الصلاحيةِ في الغوايةِ والضلالِ، بخوارِ عجلٍ أو بحزمةِ جرجيرٍ وفجلٍ. ونحن ابنُ نوحٍ وبنو إسرائيلَ، نظنهم جبلَ النجاةِ والحريةِ فنأوي إليهم لنغرقَ في زيفِ طينِهم اللازبِ المسنون. ومازال الصنفان متجذرين في سياستنا العربية، وفي شخصيتنا الجنوبية، حتى تقومَ الساعةُ، لا عظةَ ولا عبرةَ. ومَنِ استنكرَ فعصا العقابِ والتخوين مسندةٌ في الضِبرَة، وبجوارها تنزوي الحقيقةُ جليةً واضحةً تراها عينُ البصرِ وتعمى عنها بصيرةُ التدبرِ والفكرِ. 

#أبو_الحسنين_محسن_معيض