منذ استقلاله ذاقَ الجنوبُ علقمَ الخُذلان من قادته. وهو من كانت له عند تحرره مكانةً راقيةً سياحيا واقتصاديا وتجاريا. وبدلا من السمو به أكثرَ فأكثرَ انحدر به الرفاقُ من العلو إلى السقوط، ومن الصِلَةِ إلى العُزلَةِ. فكان الخذلانُ الأولُ حين استحدثوا بعد الإطاحة بقحطانَ (رحمه اللهُ) خطواتٍ وقراراتٍ غريبةً، تأميمَ الملكية وطردَ الشركات العالمية، قتلَ الوجهاءِ والعلماءِ والتجار وأعلامٍ مهنية، تدشينَ مجمعِ الفتيات، الولاءَ للإتحادِ السوفيتي ونظريتِهِ النشاز، وغيرها من بذور أَثْلٍ وسِدْرٍ لا يحرثها عاقلٌ في طينه النقي. وكرروا الخذلانَ حين تخلى الروسُ عنهم بعد 86م. وكان عليهم حينها لملمةُ الورقِ ورصُ الصفِ، والجلوسُ معا في حوار جادٍ نحو اختيارِ طريقٍ سوي للوطنِ وحياةٍ أرقى للشعبِ، ولكن بدلا من المراجعة اختاروا المدافعةَ وبدلا من التوافقِ فضلوا التراشقَ. ونحو وحدةٍ اندماجية ذهب (البِيضُ) حيث لا قوةَ تدعمه ولا حليفَ ينفعه.
#أبو_الحسنين_محسن_معيض