*- شبوة برس - صالح علي الدويل باراس
نجد أكثر اليمنيين ممن يحاولون العقلانية في ما يكتبونه او يصرحون به عن التسوية لا يناقشون الجذور التي أوصلت للحرب بشكل موضوعي ودقيق يستوعب أبعادها السياسية والجغرافية والتاريخية ويواجهون حلولها بموضوعية بل "يزدردون ذات اللغة" التوسعية بالقولبة المعتادة "الحل بوحدة اليمن" وربطها بالمرجعيات الثلاث التي لو كانت حلّاً لما وقع الانقلاب والحرب ثم التدويل ومراوحة الحالة في "اللا حسم"
لو احتكموا للموضوعية فالوحدة حديثة عهد جغرافياً وتاريخياً وحين حاولتها نخب من البلدين وتجاهلت الحقيقة التاريخية والجغرافية تحولت ضم والحاق للجنوب فلم تعد أزمة بل قضية واي حل للحرب لن يتحقق اذا لم يضع حلا لها
الجنوب يقف أمام مفترق طرق وله مشاكله وهمومه ومعاناته وايضا انقساماته التي اما بسبب خلل ذاتي في نخبه تغذيها توازنات إقليمية ودولية تضغط بها وبحصار خانق فوق طاقة الشعب الجنوبي لكنها ليست "لاجل الوحدة" كما يُراد تصديرها من نخب اليمن - إلا من نزر يسير - بل سيظل الجنوب طرفا رئيسيا له قضيته الوطنية إذا ما أُرِيد حلا حقيقيا لهذه الحرب
انقلاب الحوثي اعاد "فرمتة الحقيقة التاريخية في اليمن" بخلطة أكثر تطرفاً من الزيدية التاريخية فقبلتها "ثقافة الصنمية اليمنية" أمرا واقعا بل شريكا وطنيا -يستجدون رضاه لو تنازل ورضِي - لأنه جزء من تاريخهم وجغرافيتهم اما موضوع الجنوب فالكل يصدر بصوت واحد ان المساس بالوحدة اليمنية خيانة لأنه يعيد "فرمتة ثقافة حد السيف التوسعية " بلغة معاصرة ، ولو أحتكموا للتاريخ والجغرافيا فان " جغرافيا الزيدية محددة تاريخيا وجغرافيا ومذهبيا واطلقوا على جغرافية وشعب غيرهم "كفار تاويل "
آخر تحديد في اتفاق "دعان" بين الإمام يحيى حميد الدين ممثل الزيدية وممثل للحكومة العثمانية الذي أقرته تركيا بموجب فرمان سلطاني عام 1913م ، وحدد جغرافية الطائفة وإدارة شؤونها ثم اضافت له التوسعية الزيدية حقوق تاريخية اكتسبتها بـ"حد السيف" ومعروفة تاريخيا وسياسيا في الوقت الذي سار التطور التاريخي في الجنوب العربي بمسار مختلف عما سار في اليمن لكنها ثقافة "الصنمية" فكل شيء مضغوط في صنمية الوحدة اليمنية ؛ حتى حقائق التاريخ والجغرافيا لا يعترفون بها بل يضعونها في خانة "المؤامرة على الشعب اليمني والوحدة اليمنية"
19 نوفمبر 2025م