متى تدرك جماعة الإخوان المسلمين أن الشعوب العربية تعبت من بيع الوهم والشعارات؛ كان ذلك سابقًا عبر منابر المساجد، وأصبح اليوم عبر مواقع التواصل والمنابر الإعلامية التي أجاد التنظيم السيطرة عليها.
الحكاية بسيطة الناس تريد خطابًا يبني لا يهدم، يوحّد لا يفرّق، ويصدر عن تطلعات الشعوب لا عن أدبيات المرشد أو روايات قادة الإخوان الراحلين.
اليوم، ينبغي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين أن يخرج من الماضي ويدرك أن الشعوب تغيّرت، وكذلك أفكارها.
لم تعد تنفع حكاية بناء جيش مؤدلج يُسمّى وطنيًا ويُقاتَل الشعب كله لإثبات وطنيته. ولم يعد ينفع ادعاء الإيمان بالديمقراطية في العلن ومناهضتها في السر؛ نستخدمها عندما تخدمنا ونرفضها عندما لا تمنحنا التفويض.
كما لم يعد يجدي توظيف الأذرع المساعدة مثل القاعدة وأخواتها لفرض واقع بالقوة.
بالمختصر، الشعوب تريد الاستقرار في عالم يشهد تطورًا متسارعًا. والخلاصة أن التنظيم أضعف الدول التي توغّل فيها، بينما الدول التي مُنع من التوغّل فيها غادرت مربع الفوضى. الصورة واضحة اليوم، والمراجعة مطلوبة.
#ياسر_اليافعي