*- خاص *- المحرر السياسي لـ "شبوة برس"
وجّه شعب الجنوب العربي رسالة حاسمة إلى العالم أجمع، مؤكّدًا رفضه القاطع لكل المؤامرات اليمنية والدولية التي تستهدف قضيته العادلة وحقه في الحرية وتقرير المصير، وإقامة دولته الجنوبية الفيدرالية على كامل تراب الجنوب العربي بحدود ما قبل 1990م.
فالوحدة التي فُرضت على الجنوب كانت قسرية، لم يُستفتَ فيها الشعب، وسرعان ما تحولت إلى احتلال بعد حرب العدوان اليمني على الجنوب عام 1994، حين قاوم الجنوبيون بصدورٍ عارية محاولات الإخضاع والإحلال الديموغرافي والثقافي. ورغم القمع والرصاص والغدر الذي طال قادة الحراك السلمي منذ انطلاقه في 7 يوليو 2007، ظل شعب الجنوب متمسكًا بحقوقه، وقدّم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى دفاعًا عن هويته وكرامته الوطنية.
ووثّقت "شبوة برس" جهدًا مستمرًا في جمع وجهات نظر الجنوبيين الرافضين للذل والاحتلال وبقاء الوحدة اليمنية البغيضة، مسلّطة الضوء على أصوات مقاومة الجنوب وإصرار أبنائه على الحرية والكرامة. واليوم، وبعد أن تسلّحت المقاومة الجنوبية بإرادةٍ صلبة وبأسلحةٍ خفيفة أثبتت فاعليتها ضد قوات الاحتلال اليمني ومليشياته الإرهابية، يؤكد أبناء الجنوب أن أي دعم أجنبي لن يُبقي المحتل على أرضه، وأن إرادة الأحرار أقوى من رصاص الغزاة وجنازير دباباتهم ومفخخاتهم التي روّعت المدنيين في الشوارع والأسواق.
إن أي تسوية سياسية لا تُنصف تطلعات شعب الجنوب العربي وحقه المشروع في استعادة دولته، مصيرها الفشل، ولن تكتسب أي شرعية حقيقية، لأن السلام العادل لا يقوم على الإكراه ولا على إنكار حق الشعوب في تقرير مصيرها. ومن يتجاهل إرادة الجنوب اليوم سيعود إليها غدًا مكرَهًا، فإرادة الشعوب لا تُقهر، والحق لا يُلغى بالتجاهل ولا يُمحى بالتنازلات.
ويؤكد أبناء الجنوب أن لا سلام ولا استقرار في اليمن أو في المنطقة عمومًا ما لم تُقام دولة الجنوب العربي الفيدرالية المستقلة، وأن بقاء جيوب الاحتلال اليمني في وادي حضرموت والمهرة أمر مرفوض، ولن يدوم أمام إصرار الشعب الجنوبي على استكمال التحرير وبناء دولته الحرة ذات السيادة.
*- المحرر السياسي لـ "شبوة برس"