قراءة في تحليل الخبير الروسي دنيس كوركودينوف حول زيارة الزُبيدي إلى موسكو.. الجنوب العربي في عيون موسكو من جديد
شبوة برس – خاص
رصد محرر "شبوة برس" قراءة تحليلية مهمة للخبير الروسي دنيس كوركودينوف، رئيس المركز الروسي الدولي، تناول فيها أبعاد زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى العاصمة الروسية موسكو، وما تمثله من انعطافة في النظرة الروسية تجاه الجنوب العربي ومستقبله السياسي.
يرى محرر "شبوة برس" أن مقال الباحث الروسي تميّز بعمق في الطرح ودقة في استحضار الخلفيات التاريخية، حيث أعاد تسليط الضوء على العلاقات القديمة بين موسكو وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، مؤكدًا أن روسيا لم تغب عن الجنوب لا في الذاكرة السياسية ولا في حسابات المصالح الدولية. وقدّم كوركودينوف رؤية تُبرز الجنوب كفاعل سياسي مستقل، لا كملف تابع في المشهد اليمني، وهو ما يعكس تحوّلًا لافتًا في مقاربة الدبلوماسية الروسية.
كما لاحظ محرر "شبوة برس" أن التحليل الروسي أعاد الاعتبار للجنوب العربي بوصفه مركز ثقل استراتيجي في المنطقة، وركّز على أن موسكو باتت ترى في المجلس الانتقالي الجنوبي شريكًا منظمًا وموثوقًا يمكن الاعتماد عليه في أي تسوية سياسية قادمة، خاصة في ظل التراجع الواضح لنفوذ الأطراف التقليدية داخل اليمن.
ويمتاز تحليل كوركودينوف – بحسب متابعة محرر "شبوة برس" – بموضوعية عالية ولغة متزنة، بعيدة عن الخطاب الدعائي أو الاصطفاف الأيديولوجي، إذ عرض رؤية موسكو البراغماتية القائمة على مبدأ "بناء الجسور لا المحاور"، ما يمنحها قدرة فريدة على التواصل مع مختلف القوى من صنعاء إلى عدن دون انحياز مفرط لأي طرف.
ويخلص محرر "شبوة برس" إلى أن قراءة كوركودينوف تمثل مؤشّرًا مهمًا على تنامي اهتمام الدوائر الروسية بالقضية الجنوبية، وعودة الجنوب العربي إلى طاولة النقاش الدولي كلاعب إقليمي مؤثر وشريك محتمل في معادلات الأمن البحري والطاقة في البحر العربي والمحيط الهندي.
إن ما طرحه الخبير الروسي دنيس كوركودينوف يؤكد أن موسكو بدأت تنظر مجددًا إلى الجنوب العربي باعتباره بوابتها الآمنة إلى المنطقة، وأن زيارة الرئيس الزُبيدي إلى موسكو كانت أكثر من مجرّد لقاء سياسي، بل خطوة في مسار إعادة تموضع استراتيجي قد يعيد رسم خرائط النفوذ في المنطقة خلال المرحلة المقبلة.