الجنوبيون من زمن الإتباع إلى زمن الوعي الناقد.
*- شبوة برس – د. حسين لقور بن عيدان
لم يعد الجنوب كما كان يُراد له أن يبقى، تابعًا أو مسيّرًا بالعاطفة والشعارات. فقد عبر شعبه مرحلة الاتباع إلى زمن الوعي الناقد، وارتقى بفكره وإدراكه إلى مستوى يجعل منه شريكًا في صناعة القرار، لا أداة في لعبة الآخرين.
لقد بات الرهان على استغباء الجنوبيين رهانًا خاسرًا، لأن الجنوب اليوم يُبنى بالعقل لا بالعاطفة، وتُدار قضيته بالصدق والمصارحة لا بالأكاذيب والتلاعب. إنه وعي جمعي تشكّل من تجارب مريرة، وصار قوة دافعة نحو مستقبلٍ لا مكان فيه للوصاية ولا للاستغلال.
المسؤولية الآن تقع على عاتق القيادات الجنوبية، أن تواكب هذا الوعي وأن تصغي لصوت الجماهير، لا أن تلتفّ عليه أو تستخفّ به. فشعب الجنوب الذي عرف ذاته ووعى قضيته، لن يقبل أن يُختزل في شخص أو حزب أو شعار.
إن الجنوب اليوم ليس جغرافيا فحسب، بل فكرة حية ووعي متقد، والوعي حين يولد لا يموت.