القلم الذي لا يحمل هموم المظلومين ولا يصغي لشكوى المخذولين والمستضعفين، ولا ينقل أنين الوطن وجوع المواطن لا يصلح للكتابة.
فالقلم الحقيقي ليس أداةً لتجميل العبارات ولا وسيلةً للتقرّب من أصحاب النفوذ او التطبيل٫ بل هو صوتُ الحق حين يصمت الجميع وملجأُ المستضعفين حين تغيب العدالة.
القلم أمانة ومن يمسكه ويرى آلام الناس ثم يغفل التعبير عنها فقد خان الأمانة التي بين يديه، وتخلّى عن دوره وواجبه تجاه الإنسانية.
الكتابة ليست مجرد حروفٍ تُسطّر بل موقفٌ يُعبّر وسلاحٌ للدفاع عن الحقيقة. ومن يكتب دون إحساس يشبه من يصف ألم الجوع وهو شبعان، لا يعرف حقيقة الوجع الذي يتحدث عنه.
كم من أقلامٍ امتلأت بالحبر لكنها خلت من الضمير، وكم من كُتّابٍ كتبوا كثيرًا ولم يلامسوا شيئًا من واقع حياة المواطن القاسية.
ليت كل قلمٍ يدرك أن كرامته ليست في شهرته، بل في صدقه مع قضيته، وأن عظمته ليست في مجده، بل في دفاعه عن المستضعفين.
حين ينحاز القلم إلى الحق، يصير سلاحًا ناطقًا، وحين يكتب بضمير، يصير حياةً تُزرع في قلوب الناس.
ختامًا:
القلم الصادق يلمس وجدان الناس، يخفّف آلامهم، ويزرع الأمل في قلوبهم.
فكل من يمسك القلم، عليه أن يكتب بضميرٍ وإحساس، لأن الكلمة الصادقة قد تغيّر حياة إنسان، وقد تُنقذ روحًا يائسة.