الجنوب المحرر والشرعية الغائبة: من يملك الأرض يملك القرار

2025-10-09 08:20
الجنوب المحرر والشرعية الغائبة: من يملك الأرض يملك القرار

صورة تعبيرية ساخرة لطربال تعز حدود الحوثي وشرعية العليمي

شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - سعيد ناصر مجلبع بن فريد

المقدمة:

في مقابلة القائد عيدروس الزبيدي مع قناة "الحرة"، أشار إلى أن بعض أجزاء من محافظتي مأرب وتعز تُبدي رغبتها في الانضمام إلى الجنوب.

هذا التصريح يحمل بين سطوره معاني عميقة، ورسائل سياسية واضحة، أهمها أن الجنوب اليوم أصبح واقعًا محررًا ومستقرًا نسبيًا، بينما لا يزال الشمال غارقًا في صراعاته الداخلية وتحت هيمنة القوى الحوثية.

 

 الجنوب... أرض محررة بإرادة شعبها:

الجنوب اليوم يعيش حالة من التحرر الفعلي، ليس على المستوى العسكري فقط، بل في القرار السياسي والإداري أيضًا.

من عدن إلى حضرموت، ومن شبوة إلى سقطرى، القرار أصبح بيد أبنائه الذين يديرون شؤونهم بأنفسهم ويحافظون على أمنهم واستقرارهم.

لقد دفع أبناء الجنوب أثمانًا باهظة في سبيل حريتهم، وقد آن لهم أن يجنوا ثمار تضحياتهم، بعيدًا عن أي وصاية خارجية أو ادعاء بشرعية لم تعد قائمة إلا على الورق.

 

 اليمن ((((الشمال)))... شرعية بلا أرض ولا قرار:

في المقابل، ما تبقى من مناطق اليمن لا يزال ممزقًا بين نفوذ المليشيات الحوثية وبين سلطات هشة لا تملك من أمرها شيئًا.

فكيف يمكن لمن لا يملك السيطرة على أرضه أن يدّعي الحق في حكم أرض أخرى محررة بالكامل؟

الواقع يقول إن ما يسمى بـ"الشرعية" لم تعد تمثل إلا نفسها، بعد أن فقدت سيادتها ومكانتها ووجودها الميداني، وأصبحت مجرد يافطة سياسية لا تحمل مضمونًا حقيقيًا.

 

 من يملك الأرض يملك القرار:

الجنوب اليوم يمتلك ما فقدته الشرعية: السيطرة على الأرض، والقدرة على إدارة الناس، وتأمين الخدمات، وفرض النظام.

هذه هي الشرعية الحقيقية التي تُكتسب بالعمل لا بالتصريحات.

فمن حرر الأرض بدمه، يحق له أن يحكمها بيده، ومن عاش في الخارج لا يملك أن يتحدث باسم شعب لم يشاركه المعاناة ولا التضحية.

 

 رسالة للعالم والمجتمع الدولي:

تصريح الزبيدي بأن بعض مناطق مأرب وتعز ترغب في الانضمام للجنوب ليس مجرد حديث إعلامي، بل هو مؤشر على أن الجنوب بات نموذجًا جاذبًا، وأن مشروعه السياسي يكتسب احترامًا وواقعية في الداخل والخارج.

إنها رسالة للمجتمع الدولي بأن موازين القوى قد تغيرت، وأن من يريد السلام في اليمن عليه أن يتعامل مع هذا الواقع الجديد بموضوعية لا بمجاملة سياسية.

 

 الخاتمة:

لقد آن الأوان أن تُحترم إرادة الشعوب، وأن يُترك الجنوب يحكم نفسه كما يشاء،

فمن حرر الأرض وصنع الأمن وبنى المؤسسات، لا يمكن أن يُدار من الخارج أو يُحكم باسم شرعية فقدت أرضها ومكانتها.

الجنوب اليوم ليس قضية عابرة، بل هو كيان واقعي وراسخ، أثبت للعالم أنه قادر على إدارة نفسه وتحقيق الاستقرار في محيط مضطرب.