فضيحة ترتكبها هيئة الأدوية.. ارتفاع في الأسعار بعد تعافي الريال
*- شبوة برس - عدن «الأيام» خاص:
قوائم سعرية شملت أنواعًا من الأدوية لم تدخل اليمن منذ 15 عامًا
> أعرب مواطنون وأصحاب صيدليات في العاصمة عدن عن صدمتهم مما وصفوه بـ"فضيحة تسعير" داخل الهيئة العليا للأدوية، مؤكدين أن القوائم السعرية المعتمدة من الهيئة شملت أدوية لم تعد تُستورد إلى اليمن منذ أكثر من 15 عامًا.
وقالوا "تفاجأنا بأن الهيئة تخفض أسعار أدوية اختفت من السوق منذ سنوات طويلة، وكأن الأمر مجرد أرقام على الورق. هذا عبث بمشاعر المرضى ومعاناتهم"، مشيرًا إلى أن هذه القرارات لا تلامس الواقع الفعلي لأسواق الدواء.
بحسب شهادات عدد من مالكي الصيدليات، فإن ما جرى بدأ حين قدمت بعض الوكالات التجارية الخاصة باستيراد الأدوية ملفًا ضخمًا من 1200 صفحة إلى الهيئة العامة للأدوية بعدن، يتضمن قوائم بأسعار الأصناف الدوائية. لكن المفاجأة، وفق قولهم، أن الأسعار كانت "وهمية" وأعلى بكثير من الأسعار الفعلية في السوق، رغم تحسن سعر صرف العملة مؤخرًا.
أحد الأمثلة التي أثارت الجدل هو تسعير دواء للحمّى؛ حيث كان يباع قبل أسابيع بـ3,000 ريال عند سعر صرف 750 ريالًا للريال السعودي. لكن في الكشوفات المقدمة للهيئة، ظهر بسعر 4,700 ريال. وبعد مفاوضات بين الهيئة والموردين، تم الاتفاق على سعر 3,500 ريال، وهو ما اعتبرته الهيئة إنجازًا بتخفيض 1,200 ريال. غير أن الواقع أن السعر ارتفع فعليًا بـ500 ريال مقارنة بالسابق.
التلاعب لم يقف عند هذا الحد بل أن بعض التخفيضات شملت أدوية غير موجودة في السوق أصلًا، ما يكشف عن خلل في آليات المراجعة والتحقق داخل الهيئة.
المواطنون وأصحاب الصيدليات وجهوا نداءً عاجلًا إلى وزارة الصحة ورئاسة الوزراء لفتح تحقيق سريع في هذه القضية، مشيرين إلى أن ما حدث يمثل "جريمة اقتصادية" تمس حياة المرضى وقدرتهم على الحصول على العلاج.
أحد الصيادلة أكد أنه بصدد رفع دعوى قضائية ضد الهيئة العليا للأدوية إذا لم تبادر بمراجعة الأسعار أو تعترف بتورطها المباشر في ما وصفه بـ"عملية الخداع المنظّم".