مثلما حقق المجلس الإنتقالي الجنوبي إنتصارات عسكرية وأمنية كبيرة وانتزاع أغلب المساحة الجغرافية لدولة الجنوب من أيدي الإحتلال اليمني البغيض،والتي كانت ذات أهمية بالغة على المستوى الداخلي والخارجي ،كلنا ندرك أن كل هذه الانتصارات العسكرية جاءت بعد تضحيات كبيرة بل بعد أن قدم شعب الجنوب قوافل من الشهداء الذين وهبوا دماءهم فداءّ لتربة الجنوب الطاهرة من أجل استعادة دولتنا المسلوبة التي سلبها مننا غزاة حرب ٩٤م الذين قدموا إلينا من الكهوف والجبال على ظهور الدبابات وراجمات الصواريخ ،وعبثوا بكل شيء جميل ، إلا أن شعب الجنوب تمكن من انتزاع أغلب الأراضي الحنوبية منهم ،قيادتنا في المجلس الإنتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي عملت على بناء القوات المسلحة الجنوبية وتأهيلها وتدريبها بدعم من الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ،فهي اليوم من تدافع عن حياظ الجنوب والمنطقة العربية من المد الفارسي .
بينما كانت قيادتنا السياسية منهمكة في بناء القوات المسلحة الجنوبية ،عملت القوى اليمنية المعادية بإستخدام طريقة أخرى لمحاربة شعب الجنوب ،بعد أن فشلت في استخدام القوة العسكرية وهي حرب الخدمات وقطع الرواتب والحرب الإقتصادية الهوجاء التي استخدمومها كسلاح فتاك لتجويع الشعب كي ينقلب ضد الحامل الرئيس لقضية شعب الجنوب المجلس الإنتقالي، بالإضافة إلى شن حرب إعلامية ضروس ضد القيادة السياسية وتحديداّ الرئيس عيدروس الزبيدي ،لكن الوعي الشعبي الجنوبي أفشل كل هذه الأساليب التي انتهجتها القوى المعادية بصموده الأسطوري خلف قيادته وقضيته العادلة ما أربك حساب من كان يراهن على إسقاط الجنوب من الداخل .
وفي ظل تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمية في الجنوب ،قيادتنا السياسية لم تكن بعيداً عن مايجري في الوطن بل كانت تعمل بصمت مع الأشقاء في التحالف العربي والرباعية الدولية والأمم المتحدة ووضحت لهم حجم المؤامرة التي كانت تطبخ على نار هادئة من قبل أعداء الجنوب بخبث شديد،فمنذ عودة الرئيس عيدروس الزبيدي ونائبه أبو زرعه المحرمي إلى عاصمة الجنوب الأبدية عدن بدأوا بتنفيذ خطة الإصلاحات الإقتصادية بالعصا الغليظة،خلال أيام بدأ المواطن يلمس التحسن تدريجياً في انخفاض العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وانخفاض في الأسعار في المواد الغذائية والنفظ ،وكما يقول المثل بدأية الغيث قطرة .
نحن ندرك أن المعركة الإقتصادية التي تخوضها قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي ليست سهلة كما يتوقع البعض بل بالعكس هي أم المعارك وأكثرها تعقيداً تحتاج إلى قائد فذ ذو حنكة سياسية وعسكرية وشجاع ومقدام فأبو قاسم هو قدها مثل ما انتصر في كل المعاركة العسكرية والسياسية فإنه فإذن الله سينتصر في المعركة الإقتصادية عما قريب وشعب الجنوب خلفه،وبدأ يلمس التحسن في حياته المعيشية شيئاً فشيئا ،أما القوى اليمنية التي هي على عداء تاريخي مع شعب الجنوب أصابها الهوس والجنون جراء ماتقوم به القيادة السياسية وبدأ نباحها وعويلها يملأ الفيافي والشعاب ضجيجاً شوفوا حقدهم وصل إلى أين ؟ لا يريدونا نأكل ولا نشرب ولا نعيش بكرامة على أرضنا ،بل يريدوا لنا الجوع والعطش الموت نحن هنا نقول لهم بالفم المليان موتوا بغيضكم ،فلم يعد لكم طريق لتجويعنا وتعذيبنا فعجلة التغيير دارت ولن تتوقف أمداٌ شاء من شاء وأبى من أبى ،قريبا بإذن الله سنرى من نهب وسلب حق الشعب في أروقة المحاكم والسجون .
طريق الألف ميل تبدأ بخطوة كما يقول المثل،ونحن سنستعيد دولتنا خطوة بخطوة ،قد حققنا الكثير ولم يبقى الا القليل لدينا حامل سياسي .. ولدينا جيش .. وسنستعيد مؤسسات وسنبنيها لبنة لبنة بعد أن دمرها المحتلين والعمل جاري فيها وملثلما انتصر الانتقالي في الملف العسكري والأمني والسياسية وسينتصر في المعركة الأخيرة المعركة للإقتصادية معركة كسر العظم .