*- شبوة برس - عبدالله سعيد القروة
إلى الآن يعيش المواطن في فراغ ودوامة نزول سعر الصرف ، لكن لا أثر ملموس لتلك الإجراءات على انخفاض (حقيقي) للأسعار ، التاجر يعلن أنه قام بخفض السعر !! والحقيقة أن مقارنة بسيطة بين ما اعلنه التاجر وسعر الصرف يؤكد أن السلعة ارتفع سعرها أكثر من 30% !! .
وإلى الآن فإن التخفيضات التي يعلنها التجار على بضائعهم لا تتناسب مع سعر صرف الريال، ويختلف سعر السلعة نفسها من تاجر إلى آخر بسبب العشوائية التي رافقت إعلان نزول سعر الصرف .
لم ولن تستقر الأسعار مع هذا الوضع ونخشى من انهيار شامل للوضع الإقتصادي المتردي .
اساسا الأسعار كانت من سابق تختلف من مؤسسة إلى أخرى ومن تاجر إلى آخر وهو وضع تعودنا عليه خلال الفترة الماضية كل تاجر يبيع على كيفه .
مجموعة هائل سعيد أنعم هي الممول الرئيس للبلاد والمستورد الأكبر للمواد الغذائية الأساسية ،واي إضرار بنشاط هذه المجموعة سيكون له انعكاس خطير على المخزون التمويني الغذائي في البلد قد يصل إلى انعدام توفر بعض السع الغذائية الأساسية للمواطنين، مالم يتوفر البديل لتغطية احتياجات البلاد من الغذاء وفي هذا خطورة كبيرة يجب أخذها بعين الإعتبار .
بيان المجموعة وضح خطورة الإجراءات الغير مدروسة بدون ضمانات حقيقية من الجهات المعنية .. وهو توضيح واقعي جدا .. إذ يجب على البنك المركزي والجهات ذات العلاقة ضمان استقرار سعر الصرف على رقم معين واستمرارية ذلك ، وهذا يحتاج إلى إجراءات إضافية كبيرة للسيطرة على السوق المالية وتفعيل الموارد الإقتصادية وإعادة تصدير النفط والغاز .
أعتقد أن قرار إغلاق فروع مكاتب بعض المجموعات والشركات في شبوة من قبل مكتب وزارة التجارة قرار متسرع وغير مدروس وقد تكون له نتائج عكسية ضارة على المخزون الغذائي التمويني في المستقبل القريب.
تقف مجموعة هائل سعيد في مقدمة الشركات المستوردة والمصنعة في اليمن وهي أكبر مورد للمواد الغذائية الأساسية واي ضرر يلحق بها سيضر المواطن مباشرة لأنه لايوجد بديل .
نحن هنا لا ندافع عن مجموعة هائل سعيد ولا غيرها لكن القرارات العشوائية تعيدنا إلى تجربة سابقة عام 1969 عندما أصدر الرفاق قرار التأميم الغير مدروس ، امموا الشركات وطردوا رؤوس الأموال من عدن وأصبحت عدن بسبب تلك القرارات أفقر مدينة واهلها يتضورون جوع بسبب ذلك القرار .. تلك فترة عشناها وشاهدنا مظاهر البؤس والفقر في كل محافظات الجنوب ..
الشعب يؤيد إجراءات البنك والسلطة السياسية في تنزيل سعر صرف الريال ليتواكب مع قدرة المواطن البسيط الشرائية ، لكن يجب أن تكون تلك الإجراءات مدروسة ومستدامة مبنية على أسس متينة حتى تتجنب الانتكاسة والانهيار من جديد .
يقال إن تأثير بيان مجموعة هائل اوقف هرولة (نزول) سعر صرف الريال ، الذي يبدو أنه كان عازم على تخطي المئة ريال نزولاً ، يمكن أن يكون هذا القول صحيح .. لكن المؤكد أن المواطن على يقين أن أسعار الصرف منذ 2015 غير حقيقية ويخاف أن هذا النزول إجراء سياسي بحت لاعلاقة له بالإقتصاد !! وهذا اخطرا ما يفكر به .
استغرب ما يصرح به بعض مسئولي التجارة والصناعة من أن التجار ملتزمين بتخفيض الأسعار ! ولا يكلف واحد من هؤلاء المسئولين نفسه بأخذ ورقة وقلم وحساب التخفيض الذي قام به التاجر وهل يتناسب مع سعر الصرف !! .. في الواقع التاجر لم يخفض سعر السلعة بل رفعها !! وهذه كارثة لكن الناس بلعتها لعل وعسى أن يستقر هذا الريال المأزوم.
في الأخير: نتمنى أن تكون هذه الإجراءات حقيقية لخدمة الشعب وليس لخدمة أجندة معينة أو لإمتصاص الغضب المتنامي للجائعين أو المجوعين قسراً.
نتمنى ونسأل الله أن يفرجها من عنده .