لقد صرنا نسمع كثيرا بيننا كجنوبيين وخاصة سكان مناطق محافظتنا الحضرمية الكبرى وهو رد فعل طبيعي على التحيز الغير مبرر والمرفوض من قبل الإطر المشكلة والمكونة للواقع الثورى الجنوبي الجديد فهذا يضر بمصالح شعبنا عامة ويعزز قول الكثيرين ممن لا يثقون بأدوات الماضي السلبية التي أدارة صيغ الصراع للمراحل السابقة ولم تكن تعمل من اجل بناء وطننا الجنوبي فجل اهتماماتها الصراع الداخلى والإقليمي وربما ما فاق ذلك فزجونا بالصراع ألأممي خاصة ان مكونات فاعلة اليوم نجدها تتعامل بنهج الوصاية والماضي المرفوض من قبل شعبنا الثائر الذي يقوم اليوم بنضال مرير ويمر بمرحلة العمل الثورى التحررى فمن يقوم بالثورة اليوم وينتزع حريته من السهل غدا أن ينتزع نسبته التمثيلية الصحيحة.
فمن خلال نظرة سطحية من حيث الكم وليس النوع والنسب والتناسب فلربما واحدا ثقله يوازى ويساوى المئات ان لم يفوق ذلك من خلال إدارة الصراع لذا فعلى كل المكونات التي انبثقت قريبا بالداخل أو الخارج ان تعدل وضعها من حيث التناسب والنسب العددية التمثيلية لكل المحافظات الجنوبية هذا فيما يخص التمثيل النسبي أما ما يقدم من إمكانات مالية ومادية أو تسهيلات وامتيازات فنحن لسنا بصدد الخوض في تفاصيله ولكن نقول أنه بعد تجاوزها مرحلة التأسيس والتكوين يجب ان تسعى وتحاول هذه المكونات جاهدة لتعديل الصيغ الغير مبررة والتي تتسم بالتحيز.
لن نغوص في مشاكل الداخل والخارج، فالخارج ليس هو إلا عاكس للجوهر كما ان السياسة الخارجية هي انعكاس للسياسة الداخلية والداخل الجنوبي نعلم انه مصاب بكثير من الشذوذ ونسب كثيرة من التحيز التى يجب علينا إعادة صيغه وتقليل التحيز لأدنى مستوى له(فنحن مجتمع مريض لازال بمرضه فلو كنا بعافيتنا لما تعرضنا سابقا ولاحقا لهكذا وضع ولن يستطيع احد هزيمتنا ولكنه المرض الذى تمكن منا طويلا).
إن الخارج هو المعبر عن الداخل ويوصف عادة بالصدى فحين يقوى الداخل عوده يؤثر ذلك على حجم ومدى قوة الصدى بالخارج فالصدى ليس الفعل الحقيق ولكنه احيانا يؤثر بالسلب والإيجاب بالداخل ولكن الداخل هو الأساس فبدون الداخل لا تتحقق طرفى المعادلة .
ومن خلال المكونات التي بالساحة الجنوبية نرى ان التمثيل الحضرمى ليس بالنموذجى في هياكل ثورتنا التي لا تعبر عن الحجم لمحافظتنا العمق والتاريخ والثقافة والمنهاج والسكان والمساحة والثروة فبحكم بعدنا عن المركز العاصمة عدن وكل دول العالم تتمنى ان تكون لها موضع في عدن وكذا بعدنا عن مركز المحافظة وهذا ينطبق كذلك على محافظة المهرة وسقطرى فلا يجوز تهميش محافظة كبيرة جدا فأن التاريخ يسجل ويوثق عليكم ولن يبرر لكم احدا ذلك فعدلوا صيغكم تقللون من درجات الصراع البيني المقبل .
كما نقول لمن يحسبوا علينا من حضارم العاصمة عدن أن لهم الحق في التمثيل عن انفسهم كحضارم من سكان العاصمة كأرقام ثابتة وأساسية مكونة للتركيبة السكانية للعاصمة عدن مثلهم مثل غيرهم من سكان المحافظات الجنوبية الأخرى ولا ضير في ذلك فأغلبية سكان عدن وكل عواصم وحواضر العالم وليس جميعهم هم من سكان المحافظات فمن لديه سكن أو عمل في عدن فهو عدنى مع حق الأولوية لسكان عدن القدماء والأصليين.
إننا نقول لكل المسئولين عن كل التنظيمات وجميع الأطر المكونة والمعبرة عن الساحة الجنوبية ان تكون مسئولة في تعبيرها عن كل المحافظات وإلا سيقال عنها انها مكونات قاصرة تستحق الوصاية ولا مصلحة للجميع في ذلك وعلينا ان نعتبر من الماضي السيئ الذى جررنا به للاحتراب البينى وصيغ الماضى المأساة .
نقول للجميع ان موقعنا الجغرافي المميز هو حصانة لنا ووقوعنا بالجزيرة العربية ودرجات تشابكنا الإقتصادى وحالة تمازجنا الإجتماعى بمكونات سكان الجزيرة العربية هو من عناصر القوة لنا كما إن الاستفادة من تجارب الآخرين ضرورة لنا في ما بعد حالة التحرر واستعادة الدولة .
بحكم موقعنا المتميز وواقعنا المعاش والذي نمر به اليوم ونحن في حالة تحرر وطنى يلزم مجتمعنا بالداخل والخارج خاصة جالياتنا الحضرمية الجنوبية المنتشرة وكذا المجتمع الإقليمي والدولى وكل القوى الخيرة بالعالم أن تمد لنا يد العون وتساعدنا حتى نتجاوز هذه المرحلة الصعبة مرحلة التحرر ومرحلة بناء واستعادة الدولة الجنوبية ومن ثم مرحلة البناء والتنمية.
فلوحدنا لن نستطيع بناء واستعادة دولتنا ومن ثم تنمية مجتمعنا ولكن بمساعدة كل القوى الخيرة بالعالم اقليميا ودوليا ان شاء الله سنتجاوز هذه المراحل الصعبة ومنها التي تلى حالة التحرر والانقضاض على أرضنا ومسك زمام أمورنا بأنفسنا وهي مرحلة تأسيس الدولة ومؤسساتها وقد قربنا منها كثيرا .
لذا نقول لأهلنا وإخواننا أن أعدوا أنفسكم لهذه المراحل وليكن درجات التصويب والتصحيح في أعلى درجاتها وكونوا أنتم الأوصياء المسئولين عن مجتمعكم كنخبة بتقويم الأمور وتقليل درجات النشاز والشذوذ حتى لا تكون علينا الوصاية الدولية والأممية إلا في أدنى مستوياتها وما توفيقى إلا بالله .
أحمد سالم بلفقيه
تريم / حضرموت