• أنصح قيادة الأمن والجيش في اليمن أن يتعاقدوا مع قناة مصرية تتفاعل –يومياً- مع أعمال القتل والاغتيالات التي تطال الأفراد والضباط بشكل مستفز، ويكشف عورة إعلامنا الرسمي والأهلي معاً، فكلاهما منشغل بالمناكفات السياسية ويتعاملون مع ضحايا هذه المؤسسة العسكرية لكأنهم خصوم محتملون، وعااااادي (ينزلوا ملح؟!) .
• بين الشهر والآخر.. والأسبوع والآخر.. والسنة والأخرى، يتم تشييع جنازات متكاثرة لأفراد وضباط من قواتنا المسلحة في الأمن والجيش، وقنواتنا التلفزيونية (ما هلنيش).
• في 21 مايو 2012م تحول ميدان السبعين في صنعاء إلى ما يشبه السير في مسلخ.
جثث الشهداء الذين كانوا يتهيأون لتقديم عرض عسكري يليق بهيبة الدولة كانت تملأ المكان، وإعلامنا يملأ الرؤوس والنفوس والأذهان صياح ومضرابة حول توافه!
(كم نحن تافهون ولا نستحق الاحترام، إذ تحصل كل هذه الأفعال المروعة ضد أهم مؤسسة وطنية في البلد ونتعامل معها ولكأننا أمام مشاهد متكررة تم دبلجتها في الأرشيف مثلاً؟! .
• قبل يومين ابتلع الإرهاب – مرة أخرى- أرواحاً جديدة من أفراد الأمن والجيش، وقنواتنا المحلية كلها-بارك الله فيها- تبدو كعادتها: شاقي مع الغير! .
• قناة (اليمن اليوم) منشغلة بآخر قفزات الزعيم؟!، وقناة (سهيل) منشغلة بتكبيرات (بديع) وبـ(سجدة البلتاجي) وبأبراج سبأفون في صعدة؟! وقناة (يمن شباب) تلوك لبان (الحصانة) وتطالب بمحاكمة قتلة ضحايا 2011م، لكأن قتلة ضحايا جنود الأمن المركزي عام 2012م مجرد جثث تم تصويرها من مشاهد في أفلام كارتون؟!
وجثث شهداء أفراد الأمن قبل أمس، برضه عادي، لكأنهم مش داخلين في كشوفات تصفية العهدة ومهرجانات التباكي على الشهداء؟! .
• وكله كوم، والقناة الفضائية اليمنية كوم.. جثث ضحايا الأمن والجيش تتكاثر، والشريط الإخباري حقها يحدثنا عن سيكلوجية التكاثر لدى النمل الأبيض (بيَّض الله وجوههم)!
• الإرهاب يحصد أرواح الجنود والضباط اليمنيين، وقناتي آزال والسعيدة تتسابقان حول من يحصد من أغان التراث أكثر!
وقناة "معين" طول اليوم تهنئ الشيخ أحمد العيسي بمناسبة زفاف ولديه، وتحدثنا بحماس جم عن معنويات فريق برشلونة؟!
وأما قناة "سبأ" فهي الأخرى منشغلة بحدث هام وتروي لنا عن معنويات القطريين الهابطة إزاء محاولات عدم إقامة كأس العالم بعد القادمة لديهم؟!
جعل لنا مكسر عليهم؟!
• الجيش والأمن يا سادة يا كرام.. ليسو مجرد شقاة عن (أبتنا) وليسو مجرد آليات عسكرية وتداريب ومراسيم تشييع تنتهي بملاحقة أسر الضحايا لرواتب أبنائهم الذين قدّموا أرواحهم فداءً للبلد، مش خدمة للأقمار الاصطناعية التي "نبعنا" إليها فارغين حتى من الولاء لبلد يذهب مهرولاً إلى أسفل سافلين؟!
• ليجرب هؤلاء الشقاة مع الغير أن يستفيدوا مرة واحدة على الأقل من ولاء المصريين لجيشهم العظيم نحن في اليمن -أيضاً- لدينا جيش عريق وعظيم، وهذا تحديداً هو ما يجعل من آلة الإرهاب الموجهة ضد الأفراد والضباط.
تمارس تلك الاغتيالات المتكررة في محاولات شرسة ولئيمة منها لإخبارنا -من خلالها- أنهم الأقوى.. وأن الأمن والجيش -الذي لا نأبه إلى معنوياته أبداً- مجرد وفرة من المخالب المنزوعة؟!
• إن مجرد قتل سبعة من أفراد الجيش في مصر قامت الدنيا ولم تقعد.. واشتركت - غالبية- قنواتنا المحلية بالزفة، لأنهم أصلاً شقاة مع الغير.
• وفي اليمن تُدَك كتيبة من الأفراد.. يُغتال سرب من الجنود.. ينصعون دورية ساهرة على أمن البلد، ولا يتحرك ساكن، ولكأن هؤلاء الضحايا الأبرياء الساهرين على سلامتنا مجرد حشود لمشاهد من سينما هوليوود؟!