الى اين المسير ؟!

2013-09-17 10:49

 (لا شيئ يغني الناس عن أوطانهم / حتى لو ملكوا قصور الأرض/ جاهاً..أوسكن /بعضُ الخُيول يموتُ حُزناً / إن تغرب لحظةً../ يغدو سجين المحبسين / فلا أمان..ولا وطن / لاتأتمن من خادعوك..وشردوك..وضللوك / وضيعوا الأوطان في سوق المحن / كُن صيحةً للحق/ في الزمن الملوث بالدمامة..والعفن/ لاتخشى كُهان الزمان الوغد / إن عروشهم صارت قبُوراً / فأترك التاريخ يحكُمُ..والزمن ) ــــ فاروق جويدة

 

لا أريد العودة لتكرار الحديث عن القيادات التي شقت الصفوف لأنها أختارت طريق التمحور حول الشخصنة ضاربة عبر الحائط هدف الجماهير المقهورة من الأحتلال وأعوانه ومنهم ..ومع أن هذه القيادات تطالب بهدف الجماهير ( الأستقلال) لكنها تستميت بأن تنفرد لوحدها وكأن الكراسي قد وصلت ( عدن) لذا لا مجال إلا ( أنا وبعدي الطوفان) والقيادات المتفرقة كلها تسير على نفس الوتيرة .. بين طريق مضى وآخر آت...هو السير نحو الهلاك !

 

 المشكلة الخطيرة أنها صارت داخل صفوف الشباب وهنا مكمن الخطر الذي نبهنا له مرات ومرات في مقالات سابقة لأن الشباب هم  ( الأمل الباقي ) لذا ففي فركشتهم وتفريخهم وتفريقهم ثم زرع الفتنة في صفوفهم هو الخطر الداهم على الثورة الجنوبية الثانية, ومن يعملون ذلك هم في نظري يخونون الجنوب مرات عديدة.لذلك علينا دفن بؤر التوتر المزروع بين صفوف الشباب , هذه المشكلة الواجب على كل شرفاء الجنوب العمل على حلها وبترها.

 

لماذا يا سادة؟ لأن الشباب هم القوة الحقيقية للثورة الجنوبية وبدونهم كلنا ( خارج القضية ) وعلى القيادات الواهمة أن تستوعب هذه الحقيقة, كل القيادات خارج المعادلة بدون الشباب الواعي والصلب والمستنير والصامد صمود الجبال الراسيات ! فلا تزرعوا بذور سمومكم التي أبتلينا بها من الأستقلال  67م داخل صفوف الشباب , لأن الأحتلال وأعوانه يلعبون اليوم على هذا الوتر الذي قدمتموه ليعزف  الأحتلال عليه ..حتى المبعوت الأممي (بن عمر) تعلم العزف عليه يا قيادات فاشلة !

 

أقول : إن القوة الحقيقة تكمن في الشباب الواعي المستنير والمدرك لمآسي الماضي والحاضر , الرافض شق الصفوف وشراء النفوس.. هؤلاء إذا تناثروا تناثرت  كل الجهود منذ ( 94م) من مرحلة خط البداية للذين حملوا مشاعل التنوير والثورة تحت راية صحيفة الأيام العظيمة الرائعة ) ومن هنا نلمس قلب المأساة لأن الذين جاءوا متأخرين بدلاً من الانضمام بروح الوطن المحتل أنضموا بروح الأنانية الماضية والهدامة لكل ما هو جميل وشقوا الصفوف وبحثوا في كل شبر وزاوية لشراء النفوس على طريقة الأحتلال , بئس التفكير وبئس المصير..ومن هنا الخوف من تخريب عقول ( البعض) من الشباب بحيت يقبل هذا ( البعض) بزيادة تفريخ المكونات وعندما ينطلق هذا ( البعض) ويقبل ما يريدون يكون قد ( بصم طواعية) على بيع مستقبل الشباب والأجيال وهذه هي المأساة والكارثة معاً .!

 

( كم البعيدُ بعيدٌ؟ كم هي السبلُ؟ / نمشي ونمشي إلى المعنى ولانصلُ / هو السرابُ دليلُ الحائرين إلى الماء البعيدُ / هو البُطلان...والبطلُ / نمشي وتنضجُ في الصحراء حكمتُنا/ ولانقول: لأن التيه يكتملُ / لكن حكمتنا تحتاج أغنيةً خفيفة الوزن / كي لايتعب الأملُ / كم البعيدُ بعيدٌ؟ كم هي السبلُ ) ــ محمود درويش ــ