هدوء ماقبل العاصفة , نظرة في مسارات الانتفاضة الشعبية

2018-10-13 07:26
هدوء ماقبل العاصفة , نظرة في مسارات الانتفاضة الشعبية
شبوه برس - خاص - عدن

 

*- خـاص لـ شبوه برس -

دعوة المجلس الانتقالي التي وجهها في بيانه السابق الى الإنتفاضة الشعبية والهبة الكبرى للتغيير بسبب التدهور المعيشي والاهمال المركب والمتعمد والتنصل من المسئولية اعتبرها البعض عبارة عن فقاعة ستنتهي وتزول بمرور الوقت !

لكن من يراقب المتغيرات والاحداث المتتالية الترقب الحذر من قبل كل الاطراف الداخلية والخارجية يعي جيدا أن أمرا ما سيحدث وان الترتيبات القائمة والزخم المصاحب للاعداد لبدء الانتفاضة الشعبية الواسعة سيغير كثيرا من المفاهيم السابقة وسيرسم مستقبلا جديدا فيه الكثير من الصعاب كما انه يلوح في الافق احتمالات اخرى اكثر خطرا من المطالب الشعبية العادية .

 

نعتقد ان الانتفاضة الشعبية المقبلة ستتخذ مسارين متوازيين هما :

1 _ المسار الاول هو : الغضب الشعبي الذي سببه تدهور العملة والغلاء واهمال السلطة وتهربها من مسئوليتها.

لاشك ان المجاعة التي بدأت تجتاح المحافظات الجنوبية بسبب الغلاء جعلت من الانتفاضة امرا لابد منه لفرض واقع جديد يفرض نفسه بقوة الافواه الجائعة والبطون الخاوية التي لم تعد تحسب حساب لأي شيء.

إن عدم المبالاة المتصنع الذي تظهره السلطة تجاه ما يحدث ماهو إلا ترقب حذر جدا ووجل وبحث عن قوارب نجاة قد يمتطيها البعض قبل الغرق وقد يستخدمها آخرون لركوب الموجة الجديدة !!.

 

الانتفاصة الشعبية على وشك الإنفجار وقد تخرج عن السيطرة وتتحول الى مجازر ومآسي اذا لم تتفهم السلطة والتحالف مطالب الشعب وتعمل على تحقيقها ولو بالحد الأدنى.

نتمنى من القائمين على تنظيم الانتفاضة واللجان الاشرافية عليها ان يحذروا الافعال التي تحرف مسار الانتفاضة الشعبية وتحولها الى تمرد وفوضى  وخروج عن الاهداف التي قامت من اجلها ويتخدها المندسون وسيلة لتصفية حسابات او لإشعال فتنة  جديدة في المحافظة خدمة لأجندة مشبوهة تتعارض مع مطالب الجماهير .

 

إن المطالبة بمحاربة الفساد وطرد المفسدين هدف اجمع عليه معظم أبناء شبوة والجنوب ولم يتخلف عن هذا الإجماع الا اصحاب المصالح المتضررة من محاربة الفساد والمفسدين .

ومع بدء العد التنازلي للانفجار المتوقع بين لحظة واخرى نوجه نداء أخير الى عتاولة الفساد وكل من مارسه او لازال يمارسة , أن الوقت تغير وأن زمنهم قد ولآ وراح وعليهم تقديم استقالاتهم واعادة كل ما سرقوه من اموال الشعب وتسليمه للبنك وتقديم براءة ذمه بعد ذلك للنيابة . هذا ان كانت لهم رغبة في النجاة من المسائلة القانونية امام النيابة والقضاء العادل .

طالما ونحن ننشد دولة النظام والقانون يجب ان نتقيد بهما وان تكون كل الاجراءات (ان حصلت) وفق النظام والقانون فلا تجريم الا بدليل ولا عقاب إلا بقانون .

 

 2_  المسار الثاني : هو الحدث الاكبر والأهم .. المطالبة بفك الارتباط عن الشمال وانفصال الجنوب التي تتعالى صيحات المطالبين به وهم اغلبية ساحقة ان لم يكن اجماع جنوبي على حتمية الانفصال واقامة دولة جنوبية مستقلة بعد فشل تجربة الوحدة وانتهائها على الواقع .

ومن البديهي ان هذا المطلب سيواجه حملة شرسة ودفاع مستميت من بعض الجنوبيين ممن وجدوا مصلحتهم في بقاء الوحدة بأي صورة ولو حتى صورية , كالاقاليم او  الفدرالية او غيرها من الصور .

 

ومن الجانب الاخر قوى الشمال التي وجدت في الجنوب فيدا ومغنما لا يعوض بحيث عملوا على السيطرة الكاملة على استخراج الثروات والمتاجرة بها بأسماء شركات عائلية وحتى وصل بهم الشره الى تقسيم المحافظات الجنوبية الى مربعات كل مربع او عدة مربعات تتبع احد مشايخ الفيد او قادة الجيش والأمن !!!!

هؤلاء سيستميتون في الدفاع عن فيدهم الذي اكتسبوه بالوحدة الميته ولكن هيهات لقد شب سعد عن الطوق وماكان بإمكانهم فعله قبل اليوم لا يمكنهم اليوم .

سيقول اخرون ان فك الارتباط مستحيل لأن اليمن تحت الفصل السابع !! لكن وجوده تحت الفصل السابع لايمنع الشعب من المطالبة بحقه في تقرير مصيره.

لذلك فالمسارين السابقين سيتحددان في الايام القليلة المقبلة وما اذا كان نجاحهما سيكون متزامنآ ام ان التحالف والعالم لهم وجهة نظر اخرى .

وعلى كل حال لن نستبق الاحداث فهي على الابواب وسننتظر.. وإن غدآ لناظره قريب ..

*- بقلم عبدالله سعيد القروة – عتق شبوه