عندما أعلنوا الجنوبيين يمننة الجنوب في 30 نوفمبر 67 ، لم يفهموا أن ذلك الإعلان يصب في مصلحة اليمنيين فقط ، من الناحية الاستراتيجية ، وإنه لم يكن في مصلحة الجنوبيين من الناحية الاستراتيجية ، هذا الخطأ الاستراتيجي ، الذي ارتكبوه ثوار الجبهة القومية ، هو الذي جعل بعضا من هؤلاء الثوار يصرون على إستمراره حتى اليوم اعتزازا بالاثم ، مع ادراكهم بأن ذلك خطاء استراتيجي ارتكب بحق شعب الجنوب ، وترتبت عليه كل الأخطاء الأخرى .
واليوم في إعتقادي ، إن التفكير الاستراتيجي الذي يخدم شعب الجنوب ، هو إستعادة الجنوب على حدود ما قبل يوم 22 مايو 90 ، وبناء دولة مدنية فيدرالية ديمقراطية حديثة فيه ، تضمن الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية ، والسلام والأمن وسيادة النظام والقانون ، وحرية التعبير عن الرأي والفكر ، والانتماء والاعتقاد والانتخاب والتداول السلمي للسلطة ، ومكافحة الفساد والإرهاب والتبعية ، وحماية خيرات وثروات الجنوب من النهب والاستغلال .
هذا التفكير الاستراتيجي الذي يخدم شعب الجنوب ، يتعارض مع المصالح الاستراتيجية للجانب الدولي والإقليمي واليمني ، أي إن الجوانب الثلاثة لن يسمحوا بتحقيق نتائج ذلك التفكير الاستراتيجي الجنوبي طوعا ، لأنها تتعارض مع المصالح الاستراتيجية لهم ، ولن يقبلوا بها إلا إذا فرضت عليهم ، وهذا ما على المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل خاص ، والجنوبيين بشكل عام أن يدركوه ، ليعملوا على القيام باللازم ، الذي سيؤدي إلى تحقيق نتائج ذلك التفكير الاستراتيجي ، الذي يخدم شعب الجنوب .