11 فبراير ليست ثورة !!!

2018-02-11 17:39

 

إن الثورة التي لا تدافع عن نفسها ليست ثورة .

بل إن الثورة التي تقبل أن تتقاسم نتاج تضحياتها الأحزاب ليست ثورة .

والثورة التي لا تقدم دماء الشباب من أجل هدف ثم تقبل بأنصاف وأرباع الحلول ليست ثورة .

الثورة التي يتحول بعض شبابها لوصي على الآخرين ليست ثورة .

الثورة التي التي يقودها شعب بكل فئاته ثم يقبل تسليمها لفئة دون غيرها ليست ثورة .

الثورة التي تقوم لاستعادة القيم والمبادئ الإنسانية المدنية القانونية ثم تقبل أن يمثلها أراذل القوم حزبيا ودينيا وسياسيا دون أي اعتراض ليست ثورة .

 

الثورة التي تسلم دفة قيادتها لمسترزقين كالنوبلية توكل كرمان ومن لف لفيفها من المرتزقة ثم لا يعترض عليها ليست ثورة .

الثورة مبدأ ودفاع من أجل تثببت المبدأ أو استعادته من التيه والضياع ، وعندما تنتهي المبادئ فيقبل بعض أركانها الانغماس في الوزارات والسفارات والمكاتب الفارهة مهملين خلفهم جرحى وفقراء ومعدمين انتفضوا للتغيير فوجدوا أنفسهم في خضم المجهول .. هنا نقول إنها ليست ثورة .

 

الثورة = رغبة شعبية وإرادة للتغيير ناتجة عن واقع مرير أهداف رئيسة وثانوية انتفاضة مستمرة للشعب حتى تحقيق الأهداف الرئيسة والثانوية .. وحتى اللحظة لم يسقط النظام (( فكل الموجودين بضاعة عفاش من أعلى الهرم حتى أسفله )) أي لم تتحقق الأهداف الرئيسة وبالتالي لن تتحقق الأهداف الثانوية ، ولم تتغير طريقة الحكم والإدارة إلا إلى الأسوأ .. فهل يمكن تسمية ما حدث ثورة ؟!!

بل يمكن القول صراحة و دون تردد إنها لم تكن ثورة .

 

الثورة ليست فقط انتفاضة شعب بل هي مجموعة أركان أساسية لا يمكن أن تكتمل فكرة لفظ ( ثورة ) إلا بها وعلى رأسها تحقيق أهدافها الآنية والمستقبلية وبدون تدخلات احزاب أوأي جماعات ضغط سياسية أو دينية او دول أجنبية أو غيرها وما حدث هو انتفاضة شعب رافقتها تدخلات حزبية ودينية واستثمرت دماء المنتفضين الأبرياء المناضلين الحقيقيين لتحول الانتفاضة لمطالب سياسية بالشراكة الحزبية في الإدارة وتقاسم كعكة هذا البلد البائس وبالتالي تنفيذ التقاسم مقابل صمت الشغب المنتفض وقبوله بكل ما حدث رغم قيمة تضحياته النفيسة .. وبالتالي هي بسهولة ويسر ليست ثورة .

 

الثورة إنجاز وبعد سعة أعوام مازلنا بدون إنجاز يذكر بل نحن أمام نتائج عكسية تماما تقضي على التفكير حتى باستخدام كلمة ثورة بهذه المناسبة المحزنة .

 

#أسامة_عدنان