كتاب : الزهور تدفن في اليمن .( الحلقة العاشرة)

2017-10-23 05:52
كتاب : الزهور تدفن في اليمن .( الحلقة العاشرة)
شبوه برس - خاص - اليمن

 

تأليف : وجيه أبو ذكرى

الطبعة الثانية : عام 1977م

عرض وتلخيص : د. علوي عمر بن فريد

في بداية هذه الحلقة يصف المؤلف الصراع التاريخي في اليمن ويقول :

إننا أمام عشرين يمن , وكل يمن يريد تصفية حساب تاريخي مع يمن ثانية واستمرار الحرب تقع على حقيقتين :

1-    إن القيادة المصرية تفتقر جدا إلى دراسة علمية عن الخلافات في اليمن .

2-    إن القيادة المصرية لم تتمكن من وقف تصفية الحسابات التاريخية بين اليمنيين .

**حكم اليمن أو " الإمامة " حق للهاشميين وبدأ العهد المتوكلي عام 1918م. وبدا العهد يجمع زعماء القبائل من المتعصبين للسلالة الهاشمية . المؤمنين بحقهم المندس في الاستئثار بالسلطة والحاقدين على الذين لم يتعصب أجدادهم قبل مئات السنين لحق علي بن أبي طالب في الخلافة من بعد الرسول هو وأبناؤه وأحفاده .. وهذه القبائل أبيح لها أن تسكن في مساكن الأهالي بالقوة حتى لو أدى الأمر إلى إخراج رب المسكن ليحتله المجاهد ويفرض على الزوجة أن تتولى خدمته وإطعامه ما يختار من طعام وإذا اعتذر أصحاب القرية قام الجند بإحراقها كما حدث في قرية " الحوبان " عام 1955م .. في اليمن طبقة السادة وهم الهاشميون ولهم حقوق كثيرة منها رئاسة الدولة وعلى كافة المواطنين أن يقبلوا أيدي السادة ويقول محمد احمد نعمان :

أما المواطنون العاديون فالمفروض عليهم أن يقبلوا ركب الهاشميين , وإذا أراد الهاشمي أن يرد على هذه التحية , فليس أكثر من وضع يده على كتف المواطن المتقوس أمامه وهو يقبل ركبته !!

ويقول نعمان في مذكراته :

" لقد حاولنا القفز على الحواجز ولكننا وجدنا أنفسنا أمام حقائق صارخة وهي :

-      الحريق والدمار لأرض القبائل .

-      النسف والاغتيال في المدن .

-      قتل العسكر للفلاحين في " ماويه " و"شرعب " ونهب الدكاكين في تعز والحديدة

-      الإعدامات للهاشميين والمعممين الكبار من القحطانيين .

-      الصراع الكبير المخيف على اقتسام المراكز بين الزيود والشوافع .

-      تهامة التي تبحث عن نسب لها بين الفئات المختلفة .

هذه صورة لأطراف الصراع في اليمن , وقد عقدت خمس مؤتمرات للبحث عن السلام في اليمن ووقف القتال وهم من شيوخ القبائل ولم تسفر عن شيء !!

وفي مؤتمر القمة العربية بالا سكندريه عام 1964م تم التفاهم بين الملك فيصل والرئيس عبدالناصر على وقف القتال والإعداد لمؤتمر سياسي وتقرر أن يكون في حرض , واختارت الحكومة ممثلا عن كل منطقة جغرافية من كل قرية ومدينه واعترض البعض على البعض وبدأت الأحقاد التاريخية تطفو من جديد إلا أن هناك خمس قوى ظهرت على المسرح السياسي هي :

1-    الجمهوريون المنشقون , وكانوا يرون أهمية علاقات وحسن جوار مع السعودية .

2-    الحكومة الجمهورية ترى في الجمهوريين المنشقين خونه .

3-    اتحاد القوى الشعبية اليمنية .

4-    منظمة الشباب .

5-    حزب الله الذي كونه محمد محمود الزبيري ورفاقه .

وفشل مؤتمر حرض وجرى اغتيال الزبيري .

مؤتمر حرض :

تشكل الوفد الجمهوري من 25 عضوا برئاسة القاضي عبدا لرحمن الارياني , وحضر من الجانب الملكي 25 عضوا برئاسة القاضي احمد محمد الشامي , استمر المؤتمر شهرا كاملا وكان أهم ما يعترضه :

1-    ما جاء في الاتفاقية " ليتولى طريقة الحكم " وكان الجانب الجمهوري يرى آن معناها أسلوب الحكم , فيما الجانب الملكي يراها شكل الحكم !!

2-    طالب الجانب الجمهوري إسقاط أسرة حميد الدين , وقال الجانب الملكي إن اتفاقية جدة لم تذكر شيئا من هذا !!

وأرسلوا للملك فيصل والرئيس عبدالناصر يطلبون تفسير ذلك , وجاء الرد منهما يحمل نفس المعنى , وهو التمسك بروح اتفاقية جدة وجاء شهر رمضان , وانفض السامر وتم الاتفاق على عقد مؤتمر في يناير عام 1966م , وأجهضت اتفاقية جدة , وفشل مؤتمر حرض , وعاد القتال في اليمن وعاد الخلاف المصري السعودي وعاد الخلاف بين الجمهوريين !! وليس سرا أن السلام في اليمن لن يتحقق للأسباب التالية:

وهذا ما  سنتناوله في الحلقة الحادية عشرة .

*- للإطلاع على الحلقة التاسعة : اضغـــــــــــــــط هنـــا