لا خلاص إلا بإرادة حرة ترفض الذل والوصاية معاً.!

يا أبناء الجنوب الأحرار،

انزلوا إلى الميادين، اثبتوا، فصوتكم هو آخر ما تبقى من هذا الوطن النقي. كونوا صوت العاصمة المجروحة، عدن، التي تنتظر منكم أن تعيدوا إليها الفرح وترفعوا عنها الألم.

ابدؤوا ثورتكم السلمية من عدن، ثورة لاستعادة الدولة، وصون العملة الوطنية، وتحقيق التعليم والخدمات، وصرف المرتبات، وتأمين لقمة العيش الكريم لكل أسرة جنوبية.

انتفضوا من أجل مصلحة الوطن، ومن أجل مستقبل أبنائكم وأحفادكم.

إلى متى ستظل ضمائركم صامتة؟ ومتى ستنفضون عن جباهكم غبار الذل والمهانة؟

عشر سنوات من الألم والمعاناة تكفي لأن تتحرك لها الجبال، وتغلي لها البحار، وتهدر لها الرياح.

الجنوب لن يدار من صعدة، ولا من صنعاء، ولا من مأرب، ولا من فنادق العواصم البعيدة. الجنوب لن يكون بوابة للهضبة، مهما كان الثمن.

لا تنتظروا أكثر، فعدن تناديكم... والجنوب كله ينتظر يقظتكم.

أقولها بصدق وضمير حي..

التحالف العربي لم يكن يوماً مع شعب الجنوب، ولا يعنيه معاناته، ولا جوعه، ولا قهره. من ينتظر من التحالف إنقاذاً أو رحمة، فهو واهم... فهؤلاء لا يعرفون إلا لغة المصالح، ولا يرون في شعب الجنوب سوى ورقة ضغط أو ساحة صراع.

لذلك، الكرة اليوم في ملعب الشعب وحده.

آن أوان كنس الفساد والارتهان بكل وجوهه، من أدوات الداخل إلى وصاية الخارج. لا تعوّلوا على شرعية منهارة، ولا على من يختبئون خلف عباءتها.

من يراهن على هؤلاء سيحصد الذل،

ومن ينتظر الخلاص من تحت مظلة الشرعية المتهالكة، فليتهيأ للجوع، والمرض، والجهل، والقهر...

فلا خلاص إلا بإرادة حرة ترفض الذل والوصاية معاً..!!

سيبقى الجنوب كما عهدناه: حراً، أبياً شامخاً لا ينكسر..

✍️  ناصر العبيدي