أرحل المهندس باجعالة !‎

2014-03-11 08:44

 

المهندس المخترع هاني محمد باجعالة أبن حضرموت البار ذلك الرجل دمث الخلق وسمح التعامل بسيط في تعايشة متواضعآ في تعامله مع أهله وزملائه .

 

دائمآ أقابله حين كنت أقدم البرنامج الأٍسبوعي عبر أثير أذاعة المكلا "شؤون تربوية" الذي تعده الدائرة الأعلامية بمكتب حضرموت الساحل أره في مبنى الأذاعة كل صباح مفعمآ بالنشاط والحيوية حريصآ على الحضور المبكر أتبادل الحديث معه ويالروعة حديثة التي تشاركه معه أبتسامته التي لا تفارق محياه .

 

كنت دائمآ أرى فيه النور المشع والأمل الذي يتملكه في غدآ أفضل لحضرموت والوطن يعمل بجهد دؤؤب لخدمة المجتمع ويرى أن القادم أفضل ولكن يحتاج الى من هم ذو همة ونشاط وطموحآ لا يقتله يأس ، لم أشعر بالملل قط حين أبادله الحديث لأنني أنسجم مع تلك الكلمات المكنونة التي يتحدث بها معي وكم أنني أكون في خجلآ  حين أقف الى جواره وهو يشاطرني الحديث لأنني أستغرب تواضع هذ الرجل العملاق الذي لو كان شخصآ أخرآ بمكانه لما وجدت الفرصة المصادفة حتى للقاء به .

 ولم أشعر أنني في يومآ ما سأتذكر لحظاتي البسيطة مع الراحل المهندس باجعالة مثلما أتذكرها الأن بكل حسرة والم على فراقه المفجع ولكنه قدر الله الذي لا مرد له وقدر الله ماشاء فعل .

 

المني وسأني ذلك النباء الذي صعقني به زميلي حين أيقظني من قيلولتي التي أعتاد عليها وقت عودتي من دوام كليتي حين قال لي :"باجعالة توفى !"

حينها لم يستطع عقلي أن يستوعب ذلك النباء والحيت على زميلي بأن يصدق في حديثه فقال لي نعم هرولت مسرعآ لأخد جوالي لأتصل على زميلآ لي بالمكلا ليعلمني حقيقة الأمر فكان جوابه نعم ولكنني مازلت في شك من الأمر فلم يكن أمامي غير خطوة واحدة لأصدق الأمر أهل هو حقيقتآ أو حلمآ أنتابني في نومي ذهبت لتصفح المواقع الأخبارية لأكون على حقيقة مرة بصحة نبأ الوفاة "المهندس باجعالة في ذمة الله ! "

 

حينها أمنت بقضاء الله وقدره وأبتهلت الى الباري عز وجل أن يثيبه الجنة ويرحم ثراه ، ولكن بالقلب حرقة والم على فراق ذلك الشاب الدؤب الذي كان خير قدوة للشاب الحضرمي المثابر الطموح الذي سخر نفسه ووقته في خدمة وطنه ومجتمعه بأحلام كبيرة دون أن يعيقه أو يحبطه اليأٍس وقلة الأمكانيات التي ما تجيد أستخدامها الجهات المعنية .

 

ثابر وجاهد نفسه كثيرآ غير أبه لتلك الكلمات التي تقلل من معنوياته أو تحاول تزرع فيه القنوط ولكن المهندس الشاب باجعالة كان أمله بالله عزوجل بالنجاح أكبر من تلك الأمال التي يعلقها على من لا يقدرون الجهد والعناء من حثالات القوم الذين فشلوا بحياتهم وأرادو أن يلحقوا الفشل بكل من هو ناجح وكان حقآ خير قدوة وخير ممثل مع ثلة أخرى من أصحابه المخترعين الأخيار لحضرموت والوطن حتى وصلوا الى الى درجات من العلاء وحققوا النجاحات تلو الأخرى وكانوا بحق خير سفراء للشباب المبدعين الطامحين .

 

أنني أكتب ومازلت في ذهول أحقآ أرحل المهندس "باجعالة " رحل ذلك المكافح الذي صابر نفسه ليبدع في ما قدمه من أخترعات نافس بها دوليآ وعالميآ وحققت نجاحات كانت بحق شرفآ لحضرموت والحضارم أرحل ذلك المتواضع الذي يشع وجه نورآ لدمث وسماحة أخلاقة النبيلة كسب بها حب كل أبناء المكلا وكيف لا وهي من بكت لوداعه وفراقه كما بكاء محبيه وأهله .

 

بالأمس كنت أتابع بحرقة خبر تشيع جثمانه الطاهر الى مثواه الأخير بالمكلا وكنت أتابع تلك الصور أثناء عملية التشيع  وقلبي يتقطع حقرة وألم لأنني لم أتمكن من حضور تشيع جنازته التي وددت أن أكون حاضرآ بها لأرد جزاءآ من الوفاء لهذا الرجل الخلوق .

 

رايت تلك الجموع الغفيرة التي تقاطرت من كل حدب وصوب من أرجاء حضرموت لتلقي نظرة الوداع للمخترع  الراحل التي خسرته حضرموت وخسره الوطن وعزائهم أن يلد من يستطيع أن يكون خلفآ لهاني الراحل هاني الذي قدم الكثير والكثير ليرفع من شأن أبناء حضرموت ووطنه ولكن للأسف خسرتم يا من خسرتم هاني باجعالة خسرتم عدم أستفادتكم من عطاء ذلك الرجل الذي قدم الكثير وكان بوسعه أن يقدم أكثر لولا أن جاءه قدر الله وأجله .. رحل المهندس الخلوق باجعالة ونتنمى أن نرى كل ما كان قد عكف عليه من عمل وجهد دؤب حلم يترجم الى عملآ على أرض الواقع تقديرآ وعرفانآ لجهود ذلك الرجل الذي بذل الجهود ورحل دون أن ترى النور فهل هناك من أحد يطلق العنان ليخلد أسم ذلك الرجل المثابر من خلال تطبيق أعماله الأختراعية الى واقع يتعامل معه وفاءآ وعرفانآ لجهود هاني الراحل نسأل الله أن يغفر له ويوثبه الجنة وأن يلهم أهله وزملائه وحضرموت والوطن الصبر والسلوان على رحيله وفقدانه الذي لم يتعوض .