الحوثيون.. من مليشيات متمردة إلى قوة إقليمية تخشاها أمريكا

2025-05-20 07:38
الحوثيون.. من مليشيات متمردة إلى قوة إقليمية تخشاها أمريكا
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - عبدالله سعيد القروة

الحقيقة طعمها مر! لكنها تبقى حقيقة وإن حاولنا تجاهلها او القفز عليها .

من كان يظن ان أمريكا بقضها و قضيضها و قوتها و غطرستها و تفوقها وحاملات طائراتها ومدمراتها تستجدي وساطة عمان لإبرام إتفاق وقف اطلاق النار مع الحوثيين؟؟

ومن كان يظن ان رئيس أمريكا يصف اتفاقه معهم بالنصر ! لأنهم ((مقاتلين اشداء !))؟

بعد عشر سنوات حرب لم يستطع التحالف + الشرعية القضاء على الحوثيين... لماذا؟

_ بصراحة.. لأن أمريكا وبريطانيا لاتريدان ذلك والدليل انهم منعوا تقدم قوات العمالقة ودخول مدينة الحديدة بعد ان وصلت جولة موبايلي مدخل المدينة الجنوبي. . هذا سبب رئيسي في بقاء المليشيات ، والسبب الآخر هو أن قوى الشمال لديهم قاعدة تعامل غريبة فيما بينهم حتى في حروبهم لا يصدقون مع الغريب مهما قدم لهم من دعم ويحافظون على بعضهم حتى في الحروب !.

- خانوا الأتراك في حروبهم ضد الإمامة. 

- وخانوا مصر لصالح الملكية. 

- وخانوا التحالف العربي لمصلحة الحوثيين... لذلك لم يستطع التحالف هزيمة المليشيات الحوثية.

 

أمريكا بعد ان وقعت مع الحوثيين اتفاق وقف اطلاق النار ! جعلت منهم قوة إقليمية.. أمريكا لم توقع اي اتفاق مماثل مع اي جهة أخرى في المنطقة ! لماذا رضخت وركعت أمام الحوثي؟

الذي نعرفه عن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط أنها تتعامل مع الجميع وفق مصالحها هي، ولها مصلحة في وجود اي تنظيمات أو مليشيات تقوض استقرار المنطقة مثل الحوثيين لتبقي على تواجدها العسكري والاستخباري من اجل (حماية مصالحها وحماية حلفائها).

 

معلوم وجود مشروع إيراني (فارسي شيعي) تحاول سلطة الخامنئي (في إيران) فرضه على المنطقة بعد ان ظفرت بالعراق واصبح تابع لها بموافقة أمريكا .

الحوثيون احد اذرع إيران القوية في المنطقة وحظيت بدعم إيراني سخي مكنها من الوقوف في وجه القوى العسكرية الكبرى (أمريكا - بريطانيا - إسرائيل) وفرضت حصارا في البحر الأحمر وهددت التجارة الدولية. 

 

لكن لماذا قبلت أمريكا ان يكسر الحوثيين كبريائها ويجبرونها على توقيع إتفاق وقف اطلاق النار؟؟ 

هل وراء ذلك سياسة أمريكية خفية خبيثة؟ 

المعادلة الواقعية تقول ان قوات المليشيات الحوثية لا تساوي شيئاً بالنسبة لقوة أمريكا وان بإستطاعة أمريكا القضاء على الحوثيين لو أرادت ذلك في وقت قصير. 

لكن لماذا تحاول أمريكا تصوير المليشيات الحوثية قوة اقليمية وتقبل التعامل معها على هذا الأساس وقد صنفتها (مليشيا ارهابية أجنبية)؟ 

الواقع يؤكد أن أمريكا تريد بقاء الحوثيين قوة فاعلة تهدد امن المنطقة ودول الجوار حتى تبقى الحاجة الى تواجد أمريكي لحماية حلفائها. 

قد تكون هذه وجهة نظر خاطئة لكن الوقائع تؤكد التخادم المتبادل بين أمريكا والحوثيين وان لأمريكا مصلحة في بقائهم رغم المواجهة . 

 

أمريكا بعد ان ركعت أمام الميليشيا الحوثية ووقعت على اتفاق (ندي) اعترفت بأن (الحوثيين) قوة اقليمية استطاعت ان ترغم أمريكا على مالم يستطع غيرها فعله.

 

اعتقد ان هذا الإتفاق الأمريكي الحوثي خبيث وانه يخفي وراءه (إعتراف) رسمي أمريكي منتظر "لم يحن وقت إعلانه" إعتراف بشرعية الميليشيات الحوثية كحكومة معترف بها في صنعاء.

أمريكا لا يهمها غير مصلحتها وتسعى للحفاظ عليها مع اي كان ولا تهتم بمصالح الشعوب او شكل الحكم الذي يحكمهم.

_ تطالب بنشر الديمقراطية في المنطقة إلا حيث توجد مصالحها مثلاً (في دول الخليج) لا تؤيد اي ديمقراطية لأنها ستهدد مصالحها في المستقبل، تتعامل بود مع انظمة الحكم الخليجية (الغير ديمقراطية) من اجل حماية مصالحها .

 

في عمان أمريكا تعاملت مع الحوثي بالندية ووقعت اتفاق رسمي بالشهود والضمانات مع (مليشيات غير معترف بها دوليا) وصنفتها أمريكا منظمة إرهابية أجنبية!! هذه الندية تخفي ورائها خبث أمريكا وتعاملها 

بمعايير مزدوجة تهدف للإبقاء على المليشيات من أجل الضغط على دول الجوار اذا حاولت رفض اي طلب لأمريكا.