إلى أولئك القابعين خلف جدران قصر المعاشيق… العابثين بمصير هذا الشعب…تجار الدم وسماسرة السياسة وعصابات الفساد،
إلى كل من تقلّد منصباً باسم "شرعية الاحتلال"، واعتلى الكراسي باسم "الشعب الجنوبي"… نقولها بوضوح لا يحتمل التأويل:
لن نغفر… وسنحاسب.
لقد خنتم الأمانة، وساهمتم عن قصد أو بصمت في إذلال شعب الجنوب وتجويعه، حتى أوصلتموه إلى حافة الهلاك.
جعلتم من لقمة عيشه معركة يومية، ومن كرامته سلعة رخيصة، ومن معاناته وسيلةً للابتزاز السياسي.
العملة تنهار…الجوع ينهش…المرض يفتك… والطفولة تُسرق.
حولتم مواقع المسؤولية إلى غنائم…ومناصب السلطة إلى أبواب فساد…وأصبحتم عبئًا لا يتحمّله شعب ولا يسجّله التاريخ إلا بالخزي والعار.
لم تنقذوا وطناً…ولم تحفظوا كرامة عباد…بل جعلتم من "شرعية الاحتلال" غطاءً مهترئا لمصالحكم الضيّقة.
كيف تتشدقون بالوطنية وأنتم أول من خانها… وباعها…وداست أقدامه على شرفها؟
أي خيانة أكبر من أن يرى المواطن وطنه ينهار، وعملهته تتهاوى، وأحلامه تندثر؟
أنتم من جعل رغيف الخبز حلمًا…والدواء رفاهيةً…والحياة اليومية معركة بقاء.
الوطنية ليست شعاراً رنانًا…ولا كلمات براقة…
الوطنية فعلٌ صادق…حاضر يصنع مستقبلًا، وأمان يزرع الاستقرار.
بلغ سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي مستويات كارثية…وما زلتم تتاجرون بجوع الناس… وتبيعون السيادة بأبخس الأثمان…وتسترخصون دموع الأمهات وصرخات الأطفال.
سيأتي يوم…تحاسبون فيه على كل لحظة جوع…على كل قطرة دم…على كل دمعة طفل…وكل صرخة مظلوم.
رحم الله الدكتور فرج بن غانم…
رجل الوطن النزيه… الذي رفض أن يكون شريكاً في فساد الاحتلال…ورفع راية الحق حين سجد غيره للمال والمنصب.
قال "لا"…حين كان الصمت أيسر…والمكسب أوفر.
لن نغفر لمن قادنا إلى هذا الجوع…واستثمر في آلامنا…وباع كرامتنا بثمن بخس.
اللهم احفظ الجنوب من كيد الكائدين…واحمِ أمنه واستقراره…واكتب له العيش الكريم.
الجنوب سيبقى حرًا…أبياً…شامخًا…لا ينكسر.
✍️ ناصر العبيدي