حضرموت.. أما إنتاج صيغة توافقية أو الانزلاق نحو انقسام خطير

2025-04-14 10:48
حضرموت.. أما إنتاج صيغة توافقية أو الانزلاق نحو انقسام خطير
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

*- شبوة برس – أياد قاسم

‏تعيش حضرموت لحظة فرز تاريخية بين مشروع فدرالي ضمن الدولة الجنوبية الذي يتبناه المجلس الانتقالي الجنوبي وتحمله أطياف حضرمية واسعة، وبين مشروع إقليم فدرالي ضمن الدولة اليمنية الاتحادية الذي تتبناه نخب الأحزاب اليمنية التقليدية وشخصيات اجتماعية وبعضها تحت شعارات حكم "غير واضحة" مثل الطرح الذي يقدمه الشيخ بن حبريش.

 

إما أن تنجح الأطراف الحضرمية في إنتاج صيغة توافقية متزنة تنطلق من قاعدة شراكة حقيقية ومصالح جامعة، أو تنزلق نحو انقسام خطير يعصف باستقرارها السياسي وأمنها المحلي وفرصها الاقتصادية والتنموية ويجعلها ساحة لعبث الإقليم والجماعات المتطرفة.

 

تمتلك حضرموت مؤسسة أمنية فاعلة تمثلها قوات النخبة الحضرمية، ويفترض أن يكون ذلك أكبر استحقاق يجب تعزيزه وحمايته وترسيخه، باعتباره ضمانة لبنية الدولة وسيادتها. كما تحتضن حضرموت مكونات سياسية واجتماعية متعددة نجحت في تجسير جزء من الفجوة، ويجب البناء على هذا التوافق وتحويله إلى مشروع عمل موحد.

 

لا يغيب عن الذاكرة ذلك المشهد القاسي حين تخلت السلطات اليمنية عن مدينة المكلا وسلمتها لتنظيم القاعدة، ولن يُمحى من الوعي أن وادي حضرموت ما يزال ساحة مفتوحة لعناصر المنطقة العسكرية الأولى، وبعض الفارين من عناصر التنظيمات الإرهابية. ولا تزال كبرى شبكات تهريب السلاح إلى الحوثيين تمر عبر طرق الوادي، وسط صمت مريب وتجاهل ممنهج.

 

حماية حضرموت ليست شعارا مؤقتا، بل مسؤولية وطنية تستدعي وعيا جمعيا ومبادئ واضحة لا تقبل التأويل، بعيدا عن التبعية أو الشعارات الرمادية. يجب أن تُحسم الخيارات: إما ضمن مشروع الدولة الجنوبية المستقلة، أو الدولة اليمنية المركزية، أو حتى ضمن أي شكل آخر يتم تحديده بوضوح.

 

هذا القرار المصيري لا يحدده فصيل سياسي بعينه، ولا شيخ قبلي أو تحالف حزبي، ولا حتى المجلس الانتقالي بمفرده، بل تحدده الإرادة الجمعية الحضرميّة بكل أطيافها المجتمعية والوطنية. لذا فدعوة البحسني لتشكيل حامل سياسي يمثل أطياف حضرموت، هو وسيلة جيدة نحو هذا المسار.

 

النظر إلى واقع حضرموت اليوم، وسط تصاعد خطاب الاصطفاف الأعمى والتخوين المتبادل، يكشف عن أزمة عميقة في فهم التحولات التاريخية، ويعكس غيابا مؤسفا لقراءة الواقع الإقليمي والدولي المتغير، وما يحمله من فرص وتحولات ومخاطر. كما أنه يضر بعدالة قضية شعب الجنوب والاصطفاف الكبير الذي يجمع الجنوبيون حول مستقبلهم الوطني.

 

وفي كل هذا يجب ان تغلب لغة الحوار والاحترام المتبادل في الطرح والنقاش وتجنب الانجرار لمساعي الأعداء وتحويل اهتمامات الجمهور من مواجهة التحديات الحقيقية التي تواجه الجنوب إلى الخوض في انقسام مجتمعي عميق.

 

‎#إياد_قاسم