*- شبوة برس – طالب الحق الحضرمي
حضرموت التي انطلق منها الحراك الجنوبي في ١٩٩٧م، يشعر البعض ممن كان في طلائع شباب الحراك انذاك انهم مهمشين من المجلس الانتقالي وان حضرموت لم تاخذ حقها الكافي في دوائر المجلس المفوض لقضية الجنوب واعتماد الداعم (الكفيل) على فئة او منطقة تتسم بالثورية العسكرية وان حضرموت لم تأخذ الضمانات الاقليمية الكافية للاطمئنان من عدم الضم والالحاق كما حصل في ١٩٦٧م في ضل فشل المجلس الانتقالي في ادارة عدن في المرحلة السابقة.
اعتقد أن المستفيدين الحقيقيين مما يجري في حضرموت هي القوات الموالية للإخوان المسلمين في وادي حضرموت، وشبكات تهريب الأسلحة للحوثيين. فهذه الأطراف تتغذى على الفوضى وتجد في الانقسامات المجتمعية بيئة مثالية لتوسيع أنشطتها، وتكريس وجودها في منطقة تمثل عمقا استراتيجيا لكل الجنوب، ومفتاحا مهما لأي تسوية سياسية قادمة.
الأطراف الحضرمية، بما فيهم المجلس الانتقالي الجنوبي، معنيون بصورة أكبر من ذي قبل على قطع الطريق أمام أي مساع هدفها تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي، من خلال فتح مسارات أوسع للحوار والالتقاء، وتعزيز العمل المشترك الذي يضع حضرموت في مكانها الطبيعي ضمن مشروع استعادة الدولة الجنوبية، بعيدا عن الإملاءات الخارجية والمصالح الضيقة.
من يعتقد أنه سيبني دولة من خلال أن يصبح وكيلا محليا لدولة إقليمية فهو واهم، فالتجارب تؤكد أن الاستقواء بالخارج لا ينتج سيادة، وأن الاستقرار الحقيقي لا يصنعه سوى توافق داخلي يحترم تطلعات الناس ويؤمن لهم الأمن والكرامة.
طالب الحق الحضرمي