في الجنوب، بدأت مشكلتنا الحقيقية من صراع الجبهة القومية وجبهة التحرير، ثم تفردت الجبهة القومية بالحكم وطرحت مشروع اليمننة، الذي شمل تمكين شخصيات شمالية من إدارة الدولة. كما سعت النخبة الحاكمة، التي كانت في مرحلة مراهقة المد القومي، إلى جذب الجنوب نحو مشاريع لا تتناسب مع عاداته، تقاليده وهويته المحلية.
لقد ضيعنا البوصلة في وقت مبكر، واليوم أجيال متتالية تدفع ثمن تلك الأخطاء.
إذا أردنا المضي قدماً نحو المستقبل، يجب أن نضع النقاط على الحروف، وألا نعيد تلك الأخطاء القاتلة ولا نكررها.
من الضروري تشكيل لجان تضم نخبة من المتعلمين والمثقفين لدراسة تلك المراحل، الوقوف على أخطائها الكارثية، والتوصل إلى حلول وتصورات تسهم في عدم تكرارها في المستقبل.