شبوة شوكة الميزان.. وحضرموت الكفة التي تُرجح الميزان

2025-04-05 19:23
شبوة شوكة الميزان.. وحضرموت الكفة التي تُرجح الميزان

أطلال مدينة شبوة عاصمة مملكة حضرموت

شبوه برس - خـاص - عتـــق ـ المكلا

 

*- شبوة برس - صلاح فريد المحضار 

في الخارطة السياسية والجغرافية للبلاد تشكل محافظتي حضرموت وشبوة مكانة استراتيجية جعلتهما أرقام كبرى في المعادلة، لا تغيب عن حسابات كل الفاعلين في الساحة سواء الأطراف المحلية أو الإقليمية أو الدولية، ورغم تعدد الأطراف وأختلاف الأساليب في التعامل مع ملفات هاتين المحافظتين إلا إن هناك دوافع مشتركة بين كل الأطراف وقد تكون هناك دوافع خاصة لكل طرف، أما المشتركة فأولها الأهمية الجيو سياسية، وثانيها الثروات المتنوعة، وثالثها دورهما في تحديد مستقبل البلاد، مما جعل تلك المحافظتين قبلة أصحاب المشاريع المختلفة، فشبوة التي تُعد مسرح للصراعات بين فترات وأخرى، وساحة للتجارب، وسوق لتسويق المشاريع السياسية، قد أرست سفينتها في الأونة الأخيرة في مرسى المشروع الجنوبي الذي تُعد جزءًا لايتحزأ منه، ولكن بقاؤها هناك مرهون بمدى الحفاظ عليها من الظروف والعواصف، ونقول ذلك لإن التحديات والمهددات مازالت قائمة، والحفاظ عليها قد يكون من خلال تمكين ابناء المحافظة ومساندتهم سياسيا وعسكريا واقتصاديا وذلك من خلال إدارتهم لمحافظتهم وحقهم في التمثيل السياسي، وحصولهم على ثرواتهم وعوائدها..

 

وأما حضرموت مركز الثقل، وصاحبة الأبعاد الكبرى التي لا تضاهيها محافظة أخرى فما زالت سفينتها تتلاطم بها الأمواج، وقرارها النهائي هو بيد ربانها (ابنائها) الذين نجحوا في ان تكون محافظتهم خلال الفترة الماضية في منئا من الصراعات ولو بشكل نسبي.. ولكنهم اليوم يمرون بمرحلة عصيبة في تاريخ حضرموت تتطلب مضاعفة الجهود والتمسك بالحكمة، وأعلى صوت العقل كالعادة، والتريث في اللجوء إلى بعض الخيارات الضيقة، وهنا لابد من الإشارة إلى إن ملف حضرموت يجب التعامل معه وفق الاعتبارات التالية:

إدراك الأهمية الاستراتيجية لحضرموت أولاً ، و ارتباطها التاريخي بالجنوب ثانياً، وما تشكله من أهمية من الناحية القومية لدول الجوار ثالثاً، و اعتبارها نقطة جذب للمصالح الإقليمية والدولية رابعاً، وتنوعها الجغرافي والأجتماعي، وبعض خصوصياتها خامساً، كل ذلك يجب أن يأخذ بعين الاعتبار عند كل من يتعامل مع هذا الملف، فمكانة حضرموت الكبيرة تحتم على كل من يتعامل معها ان يكون ذلك التعامل تعامل الكبار وبكبر حضرموت..فحضرموت الكفة التي تُرجح الميزان، وشبوة شوكته التي تتجه إليها الأنظار..

 

صلاح بن فريد