ليلة سقوط المكلا: ذكرى عام من الظلام تحت حكم الإرهاب

*- شبوة برس – محمد سعيد باحداد

في مثل هذه الليلة قبل تسع سنوات، استفاق أبناء المكلا حاضرة حضرموت على كابوس لم يكن في الحسبان. 2 أبريل 2015م، يوم سقوط المدينة في قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي، ليس بقوة السلاح، بل بخيانة مفضوحة، حين تسللت حفنة من المسلحين، بينما كانت الألوية والمعسكرات الشمالية الاخوانية المدججة بمختلف الأسلحة تتفرج بصمت.

لم تكن مجرد ليلة سقوط، بل كانت بداية عام كامل من الظلام، عام أُعلنت فيه المكلا "ولاية" بيد الإرهابيين، عام خنق فيه صوت الحياة، وأصبحت الشوارع تحت سيطرة الارهابيين ، والمدينة تعيش في رعب دائم، بين الاغتيالات، والمشانق، والسجون السرية.

في لحظة خاطفة، تحولت المكلا إلى ساحة مفتوحة للفوضى، أُفرغت السجون، أُنهبت المعسكرات، وطويت صفحة الدولة ليحل مكانها حكم الإرهاب. لكن تلك الليلة السوداء لم تستمر للأبد، فكما كانت هناك خيانة، كان هناك رجال شرفاء، رفضوا الاستسلام، رفضوا أن تصبح حضرموت رهينة للخوف. وبعد عام من القهر، جاءت قوات النخبة الحضرمية بدعم دولة الامارات العربية المتحدة ضمن التحالف العربي ، لتعيد للمكلا كرامتها وأمنها، وتنهي حقبة الظلام.

اليوم، بعد تسع سنوات ، تبقى ذكرى سقوط المكلا درسًا لا يُنسى. سقوط المدن لا يكون بالسلاح وحده، بل بالتواطؤ والخيانة. وقيامها من جديد لا يكون إلا بإرادة أهلها. 

حضرموت اليوم تتطلع إلى مستقبل آمن ومستقر، ولن تسمح بعودة الإرهاب، ولن تفرط بأمنها وسيادتها ضمن المشروع الوطني الجنوبي بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي .

 التاريخ لا يرحم، وذاكرة الشعوب لا تمحى

محمد سعيد الحداد