الجنوب العربي من الشيوعية إلى مجلس الشيوخ.. رحلة البحث عن هوية الأمة المفقودة

2025-03-29 23:09
الجنوب العربي من الشيوعية إلى مجلس الشيوخ.. رحلة البحث عن هوية الأمة المفقودة
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - حسين الوحيشي.

إن سقوط سلطنات وإمارات ومشيخات الجنوب العربي في قبضة الدولة الشيوعية الاشتراكية لم يكن مجرد تحول سياسي، بل كان زلزالًا مدمرًا هز أركان المجتمع الجنوبي، ومزق نسيجه الاجتماعي والوجداني. لقد جاء هذا التحول دون أدنى اعتبار لطبيعة المجتمع الجنوبي، ولا لواقعه الاقتصادي، ولا لموقعه الاستراتيجي.

 

تاريخ من القهر والدمار

لقد أدخلت البلاد في ظلام دامس من القهر والاعتقالات والاغتيالات والتأميمات والتجذير، مما أدى إلى طرد الكفاءات الإدارية والفنية، وبدأ مسلسل التدمير والتخريب في النظام الإداري للدولة. لقد ساد الخوف والرعب، وانتُهكت حقوق الإنسان والقوانين، وأُسقطت الاتفاقيات والمعاهدات بشكل عشوائي، دون أي مبررات أو مسوغات قانونية.

 

جيش للحروب لا للتنمية

لقد تم التركيز على بناء جيش ضخم، وتصدير الحروب إلى الجيران، شمالًا مع السعودية وشرقًا مع مسقط، وغربًا مع اليمن، مما أدى إلى استنزاف موارد البلاد، وتدمير اقتصادها. لقد تم عزل الجنوب عن محيطه الإقليمي والدولي، والانحياز إلى المعسكر الشرقي، مما زاد من عزلة البلاد وتدهور أوضاعها.

 

تحدي العودة إلى المجتمع الدولي

واليوم، يواجه الجنوب تحديًا كبيرًا، وهو العودة إلى المجتمع الإقليمي والدولي، وإعادة بناء علاقاته مع الامتدادات الطبيعية الإيجابية، القائمة على التعايش والحوار والسلام والمحبة والعلم والعمل والنظام.

 

نحو مستقبل مشرق

إننا نطمح إلى أن نعيش في بلاد تنبض بروح الإبداع والتنافس السلمي الخلاق، وتحترم الأخوة والمجاورة الطيبة الحسنة. نريد أن تكون بلادنا ملاذًا آمنًا إقليميًا ودوليًا، ومحفلًا عالميًا للفعاليات الإنسانية والحضارية.

 

مسؤولية تاريخية

إنها مسؤولية تاريخية تقع على عاتقنا جميعًا، مسؤولية بناء مستقبل مشرق للجنوب، مستقبل يستند إلى العدالة والحرية والازدهار.

 

بقلم. حسين الوحيشي.