*- شبوة برس - عبدالله سعيد القروة
جاءت أحداث حضرموت الأخيرة التي تصدرها (حلف قبائل حضرموت) بزعامة عمرو بن حبريش وتصادمه مع سلطتها المحلية بقيادة مبخوت بن ماضي لتكشف الغطاء عن خيوط التوازنات العنكبوتية الخفية التي تتحكم في الأزمة اليمنية والأيدي الخارجية التي تحركها.
بن حبريش زار الرياض كنوع من الرد على زيارة وخطاب نائب رئيس مجلس القيادة ورئيس المجلس الإنتقالي عيدروس الزبيدي لحضرموت وما ورد في الخطاب من تلميح حول تصرفات بن حبريش وإدارته لمشروع إعادة حضرموت إلى باب اليمن.
هناك توازنات خفية في الأزمة اليمنية لابد من ضبطها بدقة بحيث لايشعر طرف إنه سحب البساط من تحته لصالح طرف آخر واقصد الخارج، اما الداخل فليس سوى أداة تنفيذية لما يصدر من الخارج.
السؤال/ ما موقفنا من تلك التوازنات وكيف نستطيع الحفاظ عليها في ظل تمرد البعض؟
كجنوبيون نحتاج إلى فهم تلك التوازنات اولا، والطريقة التي يجب ان نسلكها لنحافظ على شعرة معاوية مع الأطراف الخارجية التي لها صلة بالأزمة في اليمن.
- السعودية تمتلك نفوذ كبير وواسع في حضرموت وهذا شيء معروف، وتتكي على ولاء مجموعة كبيرة من تجار ومشائخ حضرموت للحفاظ على التوازن الذي تريده في الجنوب، اما في الشمال فإن نفوذها له شأن آخر ووسائل أخرى لن نبحثها.
- دولة الإمارات هي الداعم الرئيسي للمجلس الإنتقالي وبالطبع لديها نفوذ كبير في كل المناطق التي يسيطر عليها المجلس الإنتقالي وكذا الساحل الغربي تحت سيطرة طارق عفاش ومحافظة سوقطرى.
- عمان لديها نفوذ قوي في المهرة تمتد جذوره الى عمق التاريخ، القبائل المهرية والعمانية متداخلة الأنساب بحكم الجوار، ولدى عمان أدوات فاعلة على الساحة المهرية تتمثل في علي سالم الحريزي وأتباعه.
- قطر وتركيا ينحصر نفوذهما حاليا في المناطق التابعة لحزب الإصلاح مثل مأرب وتعز واجزاء من حضرموت الوادي وقد لعبت قطر دورا حاسما في (ثورة توكل كرمان) وهي السبب الرئيسي في سقوط النظام في صنعاء وخلع علي عبدالله صالح بل وساهمت في اسقاط انظمة عربية أخرى.
- الدور الدولي في توازنات القوى والسيطرة في اليمن لا يخفى على أحد لكنه في بعض الأحيان يكون بالوكالة او التوكيل.
- ما يسمى (الشرعية) تكاد تكون فقدت دورها في التوازنات السياسية في اليمن لأنها ابتعدت او ابعدت عن الساحة واكتفت بما تحصل عليه من أموال وتفضل ان يظل الوضع على حالته الراهنة حتى لا تفقد تلك المزايا وتأمن المساءلة والتحقيق في قضايا فسادها.
نحن نفهم تلك التوازنات ونعلم ان الاخلال بها سيكون له تأثير عكسي، ولكن لدينا قضية مصيرية يجب ان يفهمها اصحاب التوازنات وهي (القضية الجنوبية) لن نفرط فيها او نتنازل عنها مهما كان.
وعليهم الا يراهنوا على خيول خاسرة تضر بقضية الجنوب ولن يستفيدوا منها شيئاً.. فكما لهم توازنات الجنوبيين لهم توازنات مهمة ايضا، ومن اهمها أنهم لن يفرطوا في شبر واحد من أرض الجنوب بأي وسيلة ولأي كان.