قادة الغرب يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..ونحن ننتظر ليلة القدر!

2025-03-25 23:45
قادة الغرب يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..ونحن ننتظر ليلة القدر!
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – ناصر العبيدي

في مشهد مليء بالمفارقات، يقف العالم اليوم أمام حقيقة مريرة تكشف التناقض الصارخ بين الأقوال والأفعال بينما يظهر قادة الغرب الذين لا تجمعهم بنا لا لغة ولا دين وهم يتخذون مواقف شجاعة ومبدئية تجاه قضايا إنسانية كالقضية الفلسطينية، يقف قادة العرب في حالة من الضعف والتخاذل، يقدمون بيانات جوفاء ومخرجات باهتة من خلف أسوار "الجامعة العربية"، وكأنما يتلاعبون بالقضايا المصيرية دون حياء أو خجل. 

 

مواقف الغرب والوصاية على القيم الإنسانية

شهدنا في السنوات الأخيرة مواقف لافتة من قادة غربيين، بل ومن شعوب غربية، يدافعون عن الحق الفلسطيني ويواجهون الظلم والعدوان، لا يخشون تهديدًا ولا يخضعون لضغوط سياسية، بل يتكلمون بوضوح وجرأة في وجه الطغيان، يخرجون في مسيرات حاشدة، يطالبون بوقف سفك الدماء، ويقفون ضد قوى الاحتلال والظلم. هؤلاء، بملء الحق، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، يدافعون عن المظلوم ويواجهون الظالم.

 

ماذا عن قادة العرب؟

في المقابل، ماذا قدم قادة العرب غير البيانات الباهتة والاجتماعات الشكلية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع؟! كلما زادت الجراح، ازدادت بياناتهم هزالًا، وكأنما اتخذوا من الصمت ملاذًا ومن التخاذل منهجًا، يتحدثون عن "القلق العميق" و"الإدانة الشديدة"، بينما تُنتهك المقدسات وتُسفك الدماء أمام أعينهم. هذه ليست مواقف، بل مهزلة تُعمّق الشعور بالخيانة في قلوب شعوبهم.

 

ليلة القدر أم ليلٌ بلا قدر؟

على الجانب الآخر، تجدنا نحن المسلمين نترقب ليلة القدر بقلوب خاشعة، نصوم ونقوم الليل بانتظار رحمة الله، وهذا في أصله أمر عظيم لا غبار عليه لكن، هل اكتفينا بالطقوس ونسينا جوهر الدين؟ أليس الدين هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ كيف نرضى أن نكون أمة تصوم وتتهجد ليلًا، بينما تترك المظلوم يئن تحت وطأة الظلم نهارًا؟!

 

لقد أصبحنا ننتظر "ليلة القدر" بينما الغرب يصنع "لحظة القدر" بشجاعته ومواقفه. الله استبدلنا بغيرنا؛ بقلوب تشتعل بالإنسانية، وألسنة تنطق بالحق، وأفعال تعكس ضميرًا حيا.

 

من هم الصادقون؟

اليوم تتكشف الحقيقة بوضوح:

الصادقون هم من يتحركون نصرة للحق، لا من يكتفون بالكلام

الشجعان هم من يضحون بسمعتهم السياسية لأجل القيم الإنسانية، لا من يختبئون خلف البيانات الدبلوماسية، 

المؤمنون الحقيقيون هم من يوازنون بين العبادة والواجب، بين القيام لله والقيام للحق، 

أما نحن، فقد حان وقت الاعتراف: ليست المشكلة أن الله استبدلنا بغيرنا فحسب، بل إننا رضينا أن نكون في مقاعد المتفرجين على مسرح المآسي، نتلو الدعوات ولا نحمل المسؤوليات.

 

الختام

القضية اليوم ليست قضية فلسطين فقط، بل قضية القيم والمبادئ. إما أن ننهض لنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر حقًا، وإما أن نواصل الانشغال بالطقوس على حساب جوهر الدين، والحق أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...!!

 

✍️   ناصر العبيدي