خرق أمني جسيم.. صحفي يطلع "بالخطأ" على خطط أمريكا لضرب الحوثيين

2025-03-25 02:07
خرق أمني جسيم.. صحفي يطلع "بالخطأ" على خطط أمريكا لضرب الحوثيين
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

*- شبوة برس - العين الإخبارية

في يوم 15 مارس/أذار الجاري، تفاجأ العالم بضربات أمريكية قوية ضد أهداف محددة لجماعة الحوثي التي اعتادت على تهديد حركة الملاحة بالبحر الأحمر.

 

ورغم كثافة الضربات وما مثلته من مفاجأة، كان شخص خارج دائرة المسؤولين الكبار، يعرف كل شيء قبل ساعتين من انفجار القنابل.. والسبب بيتر هيغسيث، وزير الدفاع الأمريكية، الذي أرسل رسائل نصية تضم الخطة، على مجموعة دردشة بأحد التطبيقات. فماذا حدث؟

 

البداية

تبدأ القصة عندما شنّ الحوثيون، هجمات على إسرائيل وعلى الملاحة الدولية، مما تسبب في إحداث فوضى في التجارة العالمية.

 

وطوال عام 2024، لم تكن إدارة الرئيس السابق جو بايدن فعالة في التصدي لهذه الهجمات الحوثية، فيما وعدت إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب برد أكثر صرامة.

 

ووفق رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، غيفري غولدبرغ، فإنه تلقى في 11 مارس/آذار الجاري، طلب اتصال على تطبيق "سيغنال" من مستخدم تم تعريفه باسم مايكل والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي.

 

وتابع "خطر ببالي على الفور أن شخصًا ما قد يكون متنكرًا في شخصية والتز من أجل الإيقاع بي بطريقة ما".

 

وأضاف "قبلت طلب الاتصال، على أمل أن يكون هذا هو مستشار الأمن القومي الفعلي، وأنه يريد التحدث عن أوكرانيا، أو إيران، أو أي مسألة مهمة أخرى".

 

مجموعة "حوثي"

بعد ذلك بيومين، وبالتحديد في تمام 4:28 مساءً، تلقى الكاتب إشعارًا بأنه سأكون ضمن مجموعة دردشة على سيغنال. كانت تسمى ”مجموعة ’حوثي PC الصغيرة".

 

وجاء في رسالة إلى المجموعة من مايكل والتز، ما يلي: ”إنشاء مجموعة مبادئ للتنسيق بشأن الحوثيين، خاصة خلال الـ72 ساعة القادمة. يقوم نائبي أليكس وونغ بتجميع فريق النمر على مستوى النواب/رؤساء الأركان على مستوى الوكالات لمتابعة الاجتماع هذا الصباح من أجل بنود العمل وسيرسل ذلك في وقت لاحق من هذا المساء“.

 

وتابعت الرسالة: ”يرجى تزويدنا بأفضل الموظفين من فريقك للتنسيق معهم خلال اليومين المقبلين وخلال عطلة نهاية الأسبوع. شكرًا“.

 

وبعد دقيقة واحدة، كتب شخص تم تعريفه باسم ”MAR“ فقط (وزير الخارجية هو ماركو أنطونيو روبيو): ”مايك نيدهام ممثل عن الخارجية“، إذ بدا أنه عيّن المستشار الحالي لوزارة الخارجية كممثل له. في نفس اللحظة، كتب أحد مستخدمي سيغنال الذي تم تعريفه باسم ”JD فانس“: ”أندي بيكر ممثل لمنصب نائب الرئيس“.

 

بعد دقيقة واحدة من ذلك، كتب ”TG“ (من المفترض أن تكون تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، أو شخص يتنكر باسمها)، ”جو كينت عن مدير الاستخبارات الوطنية“.

 

في الساعة 4:53 مساءً، كتب مستخدم يُدعى ”بيت هيغسيث“: ”دان كالدويل ممثل عن وزارة الدفاع“. 

 

الخطة

واجتمع هؤلاء الممثلين على ما يبدو. وإجمالاً، تم إدراج 18 فرداً كأعضاء في هذه المجموعة، بمن في ذلك العديد من مسؤولي مجلس الأمن القومي؛ وستيف ويتكوف، مفوض الرئيس ترامب في الشرق الأوسط وأوكرانيا؛ وسوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض.

 

الكاتب قال إنه تحدث مع زملاء حول هذه المجموعة والرسائل التي وصلته، وظن أنها قد تكون جزء من حملة تضليل تقودها جهات أجنبية، أو جهة ما تحاول إحراج الصحفيين. 

 

في الساعة 11:44 صباحًا، نشر الحساب الذي يحمل اسم ”بيت هيغسيث“ تحت عنوان ”تحديث معلومات، إذا ما قرأها أحد أعداء الولايات المتحدة، كان من الممكن أن تُستخدم لإلحاق الضرر بالعسكريين الأمريكيين وأفراد المخابرات الأمريكية، خاصة في الشرق الأوسط".

 

إذ احتوى منشور هيغسيث على تفاصيل عملياتية عن الضربات القادمة على اليمن، بما في ذلك معلومات حول الأهداف، والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة، وتسلسل الهجوم.

 

كان الشخص الوحيد الذي رد على التحديث من هيجسيث هو نائب الرئيس الذي كتب: ”سأصلي من أجل النصر“.

 

واليوم الإثنين، أكد البيت الأبيض، أن رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" تم ضمه عن طريق الخطأ إلى مجموعة مراسلة سرية للغاية تضم عددا من كبار المسؤولين الأمريكيين لمناقشة توجيه ضربات ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، لتصبح الرواية واحدة من أغرب الأحداث السياسية هذا العام. 

 

ماذا قال ترامب؟

وفي أول تعليق له على الواقعة، قال الرئيس دونالد ترامب اليوم الإثنين إنه لا يعلم شيئا عن ضم صحفي عن طريق الخطأ إلى مجموعة مراسلة سرية للغاية تضم عددا من كبار المسؤولين الأمريكيين لمناقشة توجيه ضربات ضد الحوثيين في اليمن.

 

وأضاف ترامب للصحفيين بعد سؤاله عن المسألة، "لا أعرف شيئا عنها.. أسمع بهذا منكم للمرة الأولى".