*- شبوة برس – محمد موسى
كان رجب طيب اردوغان متأكدا من أن اكرم أوغلو سيفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة إذا ترشح بعد أن قهره بفوزه عليه في رئاسة بلدية استانبول في 2024 ، و هو لا يريد الانتظار حتى موعدها الاصلي المقرر لها في 2028 لأن أردوغان سيكون حينها في الرابعة والسبعين ومتهالك صحيا وإذا ترشح فلا فرصة لديه ابدا في الفوز على اكرم أوغلو الذي يصغره بنحو عشرين عاما ويتفوق عليه في الشارع ، يريد أردوغان تقديم الموعد لانه ما زال يرى نفسه قادرا على إقناع الاتراك بأنه ضمانتهم الوحيدة للبقاء دولة قوية وغنية ، لذلك أعلن نائبه في حزب العدالة مصطفى اليطاش الشهر الماضي أن الانتخابات ستجري في 2027 ، بل إن هناك دعوات داخل الحزب لتقديم الانتخابات الرئاسية لتجري في 2026 ، لذلك لبس أردوغان جلده الاصلي : أوعز عن طريق حلفائه إلى جامعة استانبول لتسحب من أوغلو اول أمس شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال التي كانت منحتها له لأن المترشح للرئاسة يجب أن يكون جامعيا ، ثم البارحة أمر بالقبض عليه بتهمتين : الفساد ودعم تنظيم ارهابي..
ولكن حتى الناس العاديين في تركيا يعرفون أنها ألاعيب سياسية هدفها التجديد لاردوغان باستبعاد أوغلو فكان هذا النزول الهائل إلى الشوارع البارحة ، والان أمام أردوغان واحد من خيارين : أن يواصل خطته ضد أوغلو وفي هذه الحالة ستتواصل المعارضة والنزول إلى الشارع بزخم أكبر وعندها سينقسم الجيش وتتطور الأوضاع الأمنية باتجاه صدامات عنيفة قد تؤدي إلى انقلاب عسكري ، وفي هذه الحالة أردوغان خاسر ..
وأما أن يجمد أردوغان حملته ضد أوغلو أو يخففها ولكن الضرر قد وقع بالفعل وأصبح أكثر شعبية مما كان عليه قبل اعتقاله وسيفوز بسهولة في الانتخابات القادمة ليصبح رئيسا، أي أن أردوغان في هذه الحالة أيضا خاسر .