"زلزلت قيامة الجوع في جنوب العرب

2025-03-18 11:43
"زلزلت قيامة الجوع في جنوب العرب
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

أفكر في شعب مغلوب على أمره، يعاني من الفقر والجوع. أشاهدهم يومياً يعانون من حاجتهم الملحة لسد فاقتهم وحل عوزتهم في أدنى مستوى.

 

والله والذي نفسي بيده، أشاهدهم في المناطق المختلفة، مثل المنصورة والمعلا وصيرة والشيخ عثمان، والحوطة والمسيمير والحبيلين والحد، وزنجبار ومودية والمحفد، ولبعوس، والشعيب والضالع، وعتق وميفعة والعليا وجردان، والمكلا والشحر وسيئون والعيون، وسيحوت والغيضة ونشطون، وحيدبو وقلنسية.

 

أتساءل: هل يشاهدهم أحد من السادة أعضاء المجلس الرئاسي الملقب بالقيادي، أو يشاهدهم زميل الكرادة والسعدون والكاظمية، أو أحد أعضاء حكومته المتهالكة؟ هل يشاهدهم السادة المحافظون ويشعرون بما يعانيه سكان الجنوب المغلوب على أمره؟

 

أو قد تعامست الأعين عمداً، أو متعذرة بعجز السلطات متعددة التنوع المسعور من هنا وهناك حتى أنها لم تصغي لما تسمع وتشاهد من مآسي الأطفال الرضع والقصر، والامهات المنتكه أبسط حقوقهن، أو شباب وشابات يتظاهرون بالعزة وهم في فقر منها أو إلى آباء لم يتمكنوا من مسح ما تذرفه أعينهم حسرة لا يستطيعون النظر في وجوه بعضهم البعض!

 

اليوم يفر كل من جاره ويهجر مرغماً أمه وأبيه، يتسكع بين الأزقة ولحوافي اليوم يفر لرجل من زوجته ولابن من أبيه والأخ من أخيه.

 

رأيت الطالب الجامعي يسأل كسرة خبز فلم يفلح، فكيف بربكم تريدونه ينجح؟

 

هَلْ بالله عليكم حلت أيام عقاب جماعي عن جرمًا معدوم قبل حلول الواقعة؟

 

اليوم لم يعد أحد مستفيد من دولة أو حاكم، لا موظف ولا قاضي ولا حارس ولا أستاذ جامعي ولا عسكري ولا معلم ولا مهني ولا عامل ولا طالب.

 

هل يستطيعون أن يبنوا وطناً؟ هل يستطيعون أن يصنعوا الإنسان؟ هل يستطيعون أن يدافعوا عن الأرض؟ كل شيء أغتصب بأساليب غير مشروعة داخلياً وإقليمياً ودولياً مدفوع القيمة.

 

ومعه انهار التعليم والأسرة على حافة الهاوية، وانهيار العملة في تزايد مستمر.

 

هَلْ ثَورَةُ الجياع سَتَكُونُ بَصِيصَ أَمَلٍ؟ هَلْ قَوَافِلُ مِنَ الإِبِلِ وَالْحَمِيرِ المُسَيْرَةِ عَلَى بَالُونَاتٍ نَسْدُ بِهَا مَضِيقَ بَابِ الْمَنْدَبِ أَمَلٌ فِي تَدَخُلِ الشَرْعِيَةِ الدَوَلِيَةِ لِإِنْقَاذِنَا مِمَّا نَحْنُ فِيهِ؟

 

هَلِ الْأَمَلُ الْوَحِيدُ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ هُوَ الْأَمَلُ الْمُتَجَدِّدُ فِي أَنْقَاذِ هَذَا الشَعْبِ؟"

 

*- بقلم: أ د علي مهدي بارحمة المحامي