سرقة حلم الأجيال في لحج.. أراضي لحج بين اللصوص والجمعيات الناهبة (وثيقة)

هل يُفرَّط في أرض جامعة لحج لصالح الاستثمار الخاص؟

*- شبوة برس – عبدالرحمن أنيس 

على مدار سنوات، ظل أبناء محافظة لحج يحلمون بجامعة مستقلة تخدمهم وتوفر بيئة أكاديمية متكاملة ، وفي عام 2008، تحقق هذا الحلم جزئيًا عندما تم تخصيص أرض رسمية للحرم الجامعي بموجب محضر استلام رسمي، ليكون المشروع حجر الأساس للنهوض بالمحافظة أكاديميًا وتنمويًا .. ولكن، ما حدث مؤخرًا يشكل تهديدًا خطيرًا لهذا الحلم.

 الاعتداء على أرض الجامعة

تفاجأ أبناء لحج مؤخرًا بقيام مكتب هيئة الأراضي بلحج ، في فبراير 2024، بمنح جزء من الأرض المخصصة للحرم الجامعي بعقد انتفاع لصالح مؤسسة "التواصل للتنمية"، وهي مؤسسة أهلية خاصة تهدف إلى إنشاء جامعة استثمارية.

هذا القرار أثار موجة غضب واسعة، ليس فقط بين الأكاديميين والطلاب، بل أيضًا بين أبناء لحج الذين يرون في الجامعة مشروعًا حيويًا يخدم الأجيال القادمة، وليس فرصة استثمارية لصالح جهات خاصة.

 الوثائق الرسمية تكشف المستور

المذكرات والوثائق المقدمة إلى الجهات المختصة، وعلى رأسها النائب العام، تؤكد أن هذا التصرف تم دون الرجوع إلى إدارة الجامعة أو الجهات الأكاديمية المعنية، ما يثير تساؤلات قانونية وأخلاقية حول طريقة منح عقد الانتفاع.

 الجانب القانوني: هل نحن أمام فساد إداري؟

وفقًا للشكاوى الرسمية، هناك اتهامات واضحة لمدير هيئة الأراضي في لحج بالتورط في منح عقد الانتفاع بطريقة غير قانونية ، الأمر الذي دفع النائب العام إلى إصدار توجيهات لنيابة استئناف الأموال العامة بفتح تحقيق عاجل في القضية.

هذا التطور يعكس حجم الجدل القانوني حول القضية، ويطرح تساؤلات حول ما إذا كان هناك تلاعب أو فساد إداري يقف وراء هذا القرار.

 لماذا يجب إيقاف هذا التجاوز فورًا؟

1️⃣ أرض جامعة لحج ملك عام: تم تخصيص الأرض منذ 2008 كحرم جامعي، والتصرف فيها لصالح مؤسسة خاصة يُعد انتهاكًا واضحًا.

2️⃣ ضياع مستقبل الأجيال: وجود جامعة حكومية متكاملة في لحج يضمن لأبناء المحافظة فرصة الحصول على تعليم جامعي ميسر دون الأعباء المالية التي تفرضها الجامعات الخاصة.

3️⃣ تعارض المصالح: منح جزء من أرض الجامعة لمؤسسة خاصة قد يعرقل استكمال مشروع الجامعة الحكومية، ويؤدي إلى إرباك إداري وأكاديمي.

4️⃣ سابقة خطيرة: تمرير هذا القرار قد يفتح الباب أمام التعدي على أراضي المرافق العامة الأخرى في المستقبل.

 مطالب أبناء لحج

أبناء لحج، بمن فيهم الأكاديميون والطلاب والنشطاء، يطالبون الجهات المسؤولة، وعلى رأسها مجلس القيادة الرئاسي، بإلغاء عقد الانتفاع المصروف لمؤسسة أهلية وإعادة الأرض إلى الجامعة ، كما يطالبون بسرعة التحقيق في القضية ومحاسبة المتورطين في هذا التعدي على الحق العام.

الخلاصة

قضية الحرم الجامعي لجامعة لحج ليست مجرد خلاف إداري، بل هي قضية مصيرية تتعلق بمستقبل التعليم والتنمية في المحافظة.

 التلاعب بأراضي المشاريع التعليمية هو تلاعب بمستقبل الأجيال، ولا يمكن السكوت عنه.

على الجهات المعنية أن تتحمل مسؤولياتها وتضع حدًا لهذا التعدي، حتى لا يصبح حلم جامعة لحج مجرد ذكرى من الماضي.