هل يكرر جوزيف عون تجربة أمين الجميل؟
من المعروف تاريخيا أن الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل أحد أهم الأسباب في تصاعد الحرب الأهلية اللبنانية، وتعميق الانقسام الطائفي، وحدوث شرخ في المجتمع اللبناني لم ينتهي سوى باتفاق الطائف..
أمين الجميل تولى رئاسة لبنان عام 1982 حتى نهاية حكمه عام 1988
وقد شهدت لبنان في عصر عدة مجازر أشهرها صبرا وشاتيلا التي قام بها حلفاؤه ضد الفلسطينيين،
الجميل كان مواليا لإسرائيل والولايات المتحدة، وحليفا القوى الغربية، هذا ما أدى لحدوث صدع كبير في المجتمع اللبناني لم يشف منه اللبنانيون حتى اليوم، حتى أن تجربة جيش لبنان الجنوبي الموالي لإسرائيل الذي تحول لاحقا إلى ميلشيات أنطوان لحد حدثت في عهده وتحت إشرافه..
أتمنى من الرئيس اللبناني جوزيف عون أن يضع تجربة أمين الجميل موضع الاعتبار، وأن يوحد اللبنانيين بالفعل لا بالكلام
فحديثه في القمة العربية شهد هجوما على دول وشعوب عربية حاربت إسرائيل، وقد تؤدي هذه التصريحات لأزمة دبلوماسية لبنانية مع هذه الدول، وكذلك ما لهذه التصريحات غير المسؤولة على الوضع الداخلي اللبناني
أتفهم أنه فعل ذلك بضغط من بعض القوى الدولية والإقليمية في سبيل جذبها لدعم لبنان اقتصاديا ولدعمه هو وفريقه سياسيا، لكن يجب عدم التعامل مع الوضع الحالي لا بعقلية الحرب الأهلية، ولا بعقلية العدوان الصهيوني 2006
الوضع تغير تماما، وسوريا التي كانت عدوا للجميل وأبيه وأبناءه، لم تعد موجودة على الخريطة، بل صارت سوريا الجديدة تحت سيطرة نظام ديني متطرف سبق لجوزيف عون نفسه أن حاربهم في القلمون وعرسال عندما كان قائدا للجيش..
المخاطر على لبنان كبيرة
والذي يحفظ اللبنانيين هو استقلال القادة عن أي محاور، خصوصا الهيئات الثلاثة المتفق عليها في الطائف وهم الرئاسة والبرلمان والحكومة...