شجرة الحرية تُسقى بدماء الأحرار والخونة.!

2025-02-21 08:45

 

تسير الأوضاع الجنوب نحو المجهول، نتوق إلى الحرية والكرامة والتخلص من براثن الاستبداد ومصارع الاستعباد، الحرية تؤخذ ولا تعطى، الحرية بالدم، أي دم، سواء كان دم الشرفاء أو الخونة. 

 

الحرية لا تأتي بسهولة، الحرية تحتاج إلى تضحيات وتفاني من قبل الأحرار الذين يرغبون في تحقيقها، الحرية ليست مجرد كلمة تُقال أو شعار يُرفع، بل هي شجرة عظيمة تمتد جذورها في أعماق الأرض، وتحتاج إلى التضحية والصبر لتنمو وتثمر، هذه الشجرة لا تُسقى إلا بدماء الأحرار الذين وهبوا أرواحهم دفاعاً عنها، كما أنها تُروى أيضاً بدماء الخونة الذين  يرغبون في تدمير الحرية وأرادوا اقتلاعها، لكنهم سقطوا تحت ضربات الحق، ليكونوا عبرة لكل من يحاول المساس بها.

 

التاريخ يشهد أن كل أمة سعت إلى حريتها قد دفعت ثمناً غالياً، فقد قدم الأحرار دماءهم في سبيل بناء وطن عزيز يحيا فيه الناس بكرامة، وعلى النقيض، سقط الخونة الذين باعوا أوطانهم، فكان مصيرهم الذل والخزي، لأن الحرية لا ترحم من يتآمر عليها.

 

شجرة الحرية لا تموت، بل تزداد قوة وصلابة كلما حاول الطغاة أو الخونة اقتلاعها، فدماء الشهداء تسقيها لتنبت أجيالاً جديدة تحمل الراية، بينما تسقط دماء الخونة كسمٍّ يدفن في التراب، فلا يترك أثراً إلا العار الذي يلاحقهم إلى الأبد.

 

وهكذا، تبقى الحرية نورا يُضيء دروب الأحرار، وسيفا يقطع رقاب الخونة، فلا عزَّ إلا للذين دافعوا عنها، ولا مكان لمن خانوها... الحرية لا تُوهب ولكنها تُنتزع، وهي تكليف ديني وإنساني، وحق لا يجوز للإنسان أن يتنازل عنه بدون مبرر، بل يجب أن يكافح من أجل الحفاظ عليها...!!

 

اليوم لم تعد الأوهام والاكاذيب قادرة على طمس الحقيقة أو شراء الصمت، كما يقال " يمكنك أن تخدع بعض الناس كل الوقت، او كل الناس بعض الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت".

 

وقد يكون الجنوب اليوم على مفترق طرق فأما نهضة تقودها إرادة حره، أو نفق مجهول يهدد مستقبله فكان الله في عون الجنوب وأهله ووقاهم ويلات الزمن...!!

 

النصر حليفنا بإذن الله، فـ"ألا إن نصر الله قريب"، هذا وعد الله، وإن وعد الله حق.

الجنوب سيظل حراً أبياً، بإذن الله تعالى..

 

✍️   ناصر العبيدي