الحوثي يتقدم في مأرب والشرعية تغرق في الفساد.. تبّخر نصف مليون جندي شرعي

2025-02-14 06:52
الحوثي يتقدم في مأرب والشرعية تغرق في الفساد.. تبّخر نصف مليون جندي شرعي
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

‏الحوثي يحشد حول مأرب أو بالأصح مابقي منها وهما مديريتان في العلم العسكري تعد في حكم الساقط نيرانياً.

 

نصف مليون مقاتل شرعي يحتشدون في رقعة جغرافية محدودة ،يحمون لاشيء من السيادة سوى ثروات السلطات المهيمنة ، دون التفكير ببحث سؤال ماذا بعد كل هذا الإسترخاء، وتراجع الجاهزية إلى درجة صفر إستعداد.

 

يبدو وبحياد تام وموضوعية مطلقة، إن طرفي الصراع لا يملكان بذات الدرجة الحافز السياسي الوطني، فأحدهما مدجج عقائدياً ، وعلى إستعداد أن يضحي ويجترح (الإنتصارات) ، في ما الآخر وهو الشرعي فقد كل محفزات خوض المعركة، وتآكل لديه الحافز الوطني للتضحية من أجل بقاء وضع كل مافيه يتسم بالفساد ، ليس صغار الجند هم وحدهم من تتراجع لديهم هذه الحوافز جراء تدهور مستوى المعيشة، بل وحتى قبائل مأرب الذين هم صمام أمان حماية المحافظة ، يعانون من شظف العيش وإرتفاع منسوب المظالم وفرض سياسة التمييز والتجويع ،في منطقة تجري من تحت أقدام الفقراء الحفاة المغبونيين الثروات ، وتنحرف بمساراتها بعيداً عن بيوت المأربيين لتصب في مصارف البنوك الاجنبية ،مخلفة الفاقة وتراكم مشاعر عدم الشراكة في سلطة منفي عنها المأربيين ، ومكدسة بيد تنظيم سياسي مستجلب من خارج منطقة، سجل أبناء مأرب التضحوي يفوق جميع مراكز السلطة الحاكمة.

 

مأرب على موعد مع معركة الحسم ، وهي تميل بكل معطياتها لغير الجيش الوطني ،الذي تجرد من وطنيته وبات فئوياً حزبياً بإمتياز.

 

لتلافي مالات ونتائج المواجهة القادمة ، علينا أن نعيد ترتيب مشاكل مأرب تفكيكها إلى مربعات ونبحث عن حلها ، محددين نقطة البداية فمدخل تعزيز تماسك أبناء مأرب يبدأ بالإجابة على أسئلة السلطة والثروة ،ومن يجب أن يكون شريكاً بهما ، وحجم المظالم وسياسة التمييز ،وتحويل قبائل مأرب إلى أقليات منفية خارج أرض، لم تعد بمعطيات كل شيء يمتلكونها.

 

هذه المعالجات المستعجلة تسبق الحشود العسكرية والجاهزية ، حيث لا أحد بحسابات العقل والمصالح الوطنية ،سيضحي دفاعاً عن كارتيلات نهب النفط ومراكز قوى حكم وافد ، منعزل عن هموم المنطقة واحتياجات الناس.

 

نعم الحوثي يحشد والشرعية تمعن في فسادها وتوسيع القطيعة مع البيئة المحلية ،والنتيجة عليكم ان تتخيلوا خواتيمها : لا جاهزية قتالية ولا حاضنة شعبية لشرعية تدير مأرب بعقلية الفيد والبسط على الغنائم.

 

وبجملة ختامية واحدة: من هو مقصي عن السلطة والثروة لن يدافع عن لصوصهما.