لم تشهد أمريكا ولا غيرها من دول الغرب الإمبريالي؛ رئيسًا أو زعيمًا تجتمع فيه كل صفات القبح والجهل والغطرسة وعدم وجود الحد الأدنى من الحصافة التي ينبغي أن تتوفر عند رئيس أقوى دولة في العالم؛ ناهيكم عن الشعور بالعظمة المفرطة كما هو الحال عند ترامب؛ فهذا الرجل وبصفاته هذه يجسد وعلى نحو فاضح سياسة الرأسمالية المتوحشة والسلوك الإمبريالي المتعطش للإستيلاء على ثروات ومقدرات الشعوب الأخرى؛ بل والتهديد بضمها أو إحتلالها وحتى طرد أهلها من وطنهم كما هو الحال مع الفلسطينيين في غزة؛ أنه الجنون الذي يتقمص شخصية العظمة التي يعتقد بأنها الطريقة الوحيدة التي تليق (بعظمة أمريكا) وهنا تكمن كارثة وجود هذا الرجل في البيت الأبيض.
لقد أثار غضب العالم ومخاوفه وقلقه على مصير العلاقات الدولية؛ وعلى قواعد ومبادئ القوانين الدولية كذلك؛ وعلى مصير ودور الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة الأخرى؛ بل وأصبح إستقرار أسواق التجارة العالمية النسبي مهددة بالفوضى العارمة؛ والتي يعتقد واهمًا بأنه سيحقق ما يريد ليصبح شعاره " أمريكا أولًا " حقيقة واقعة؛ وما على دول العالم وشعوبها إلا الإنصياع (لقراراته وأوامره) ومن يخالف ذلك فسيف العقوبات حاضر لفرض ذلك بالقوة.
لقد أثبت هذا الرجل كم هو منحاز وبالمطلق لإسرائيل أكثر من أي رئيس سابق لأمريكا؛ وكم هو معادي ومستهتر بالشعوب العربية ومتحديًا لإرادتها ومستخفًا بسيادتها ومتنكرًا لحقها وواجبها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني؛ وهو ما يجعل من العلاقة مع أمريكا على المحك ويعرضها للإهتزاز العنيف؛ وفي نفس الوقت يجعل (الحلفاء الإستراتيجيين) لأمريكا في موقف محرج للغاية؛ ويضع (المطبعين) مع إسرائيل في موقف أشد حرجًا؛ ويفضحهم أمام الرأي العام في بلدانهم؛ وهو الأمر الذي قد يتسبب لحكامها وأنظمتها الكثير من المشكلات والتداعيات؛ إن لم يتم إتخاذ القرارات الوطنية المناسبة بشأن تهديدات ترامب الموجهة ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية المشروعة؛ والوقوف بحزم ضد مشروعه الإجرامي الخطير على شعب فلسطين وحقه التاريخي في وطنه.
إن العالم كل العالم على موعد مع تداعيات خطيرة وعلى أكثر من صعيد؛ جراء هذه السياسة الرعناء التي يتبعها ترامب للتعامل مع العالم ومشكلاته؛ وهو الذي يتصور وبغباء وحماقة من أن الحلول الصائبة هي تلك التي يقترحها أو يفرضها بالقوة فقط؛ أو عبر الصفقات التي لا يرى فيها غير مصلحة أمريكا وأمريكا فقط؛ وسياسة كهذه حتما ستعجل من عزله أو قتله إنقاذًا لأمريكا وللعالم معًا.