يا حلف الديزل.. "اتقوا الله فينا وخلو صومكم يصح!"

*- شبوة برس - سالم بامؤمن

يا حلف "الديزل"، ويا أصحاب القلوب التي تجمدت قسوةً كصخور هضابكم، أتقوا الله فينا! أتريدون أن نستقبل شهر رمضان المُبارك في ظلامٍ دامس، وفي حرٍ لاهبٍ لا يُطاق، وألسنتنا تلهج بالدعاء عليكم بدل الدعاء لكم؟ أهذا هو صيامكم المزعوم؟ أهذه هي طاعتكم التي تبغونها في شهر الغفران؟

يا حلف "بن حبريش"، هل حقًا صمتم عن سماع أنين المرضى في المستشفيات المهددة بالتوقف عن الحياة؟ هل تعاميتُم عن رؤية بيوت عدن وحضرموت التي ستتحول إلى أفرانٍ بشرية في عزّ الصيف الرمضاني؟  هل نسيتم، أم تناسيتم، أننا بشرٌ مثلكم، نستحقُّ الحياة الكريمة، لا أن نُخنَقَ بالظلام والجحيمِ بسببِ عنادِكم ومطالبكم التي لا تنتهي، ولا تُراعي حرمة شهرٍ فضيل؟ 

تُعلنون للعالم أنكم تحافظون على "ثروات حضرموت"،  وتدافعون عن حقوق أهلها!  أيّ حفظٍ هذا وأنتم تحرقون الأخضر واليابس؟  أيّ حقوقٍ هذه وأنتم تسلبون منا أبسط حقوقنا في الحياة: النور والهواء، والماء البارد الذي نحلم به في صيامنا؟  تُبررون قطع الوقود بـ"عدم استجابة المجلس الرئاسي لمطالبكم"!  وهل الرد على عدم الاستجابة هو الانتقام من شعبٍ بأكمله، وخنق مدنٍ بأكملها في ليالي رمضان الفضيلة؟ 

ألم يخبركم أحدٌ أنَّ عدن تئنُّ تحت وطأةِ الحرارة التي تفوق احتمال البشر؟  ألم تصلكم أنَّاتُ الأطفال والشيوخ والمرضى وهم يتوسلون قطرةَ ماءٍ باردة، أو نسمةَ هواءٍ مُنعشةً تطفئ لهيب العطش؟  أم أنَّ مطالبكم، مهما كانت، أغلى وأثمن من أرواحنا وراحتنا وصحتنا، بل وأغلى من حُرمة هذا الشهر الكريم؟ 

يا حلف "الديزل"، أفيقوا قبل أن يُطبق الظلامُ على صيامكم أيضاً،  ويُفسدُ عليكم عبادتكم التي تزعمون، أفيقوا قبل أن تتحول دعواتُ المظلومين في عدن وحضرموت إلى لعناتٍ تطاردكم في سحوركم وإفطاركم، وفي كل لحظةٍ من ليالي رمضان.  أعيدوا ضخ الوقود إلى محطات الكهرباء فورًا،  واتركوا لنا فرصةً لصوم صحيح مقبول، ولرمضان مُبارك لا تُخيم عليه سحبُ الظلام والقهرِ من صنع أيديكم. 

اتقوا الله فينا.. ودعوا صومكم يصح، ودعوا عبادتكم تُقبل، ودعوا شهر الرحمة يهلُّ علينا بالرحمة لا بالظلام!