*- شبوة برس - ناصر التميمي
صبرنا على الظلم والعذاب الذي دام أكثر من ثلاثة عقود، بعد أن تم احتلال أرضنا بالمدافع والدبابات. دمروا مؤسسات الجنوب، وسرحوا كوادرنا من وظائفهم، عسكريين ومدنيين، وقطعوا رواتبهم. استباحوا كل شيء، حتى الحرية سلبوها من شعبنا، وقاموا بطمس هويتنا وتاريخنا، واستبدلوا ثقافتنا بثقافة المنتصر المنتشي بانتصاره. قضوا على معنى الدولة الحقيقية التي عشنا فيها أجمل الأيام، وتعلمنا تحت ظلها فنون المعرفة والصبر والعزيمة عندما تتقاذفنا الأمواج العاتية. لم يستسلم لهم شعبنا، لكن ما أصاب جنوبنا الحبيب من معاناة وكوارث إنسانية واقتصادية وثقافية واجتماعية وخدماتية بعد دخولنا في بوتقة الاحتلال مؤلم جداً.
رغم أن شعب الجنوب انتصر على المليشيات الحوثية في العام 2015م وسيطر على أغلب أراضيه، إلا أن هناك من لم يعجبه هذا النصر من القوى التي هي اليوم شريكة معنا في مجلس القيادة الرئاسي، الذي بات وجوده كعدمه. سنتان مرتا منذ تأسيسه، وعادت الأوضاع لتصبح أكثر تعقيدًا مما كانت عليه في السابق. وهذا له تفسير واحد فقط: هناك مؤامرة تستهدف شعب الجنوب والمجلس الانتقالي من قوى محلية وإقليمية، تارة تظهر لنا بثوب المصلح، وتارة تظهر بصولجان حرب الخدمات وشبح الحصار الاقتصادي والمعيشي، الذي يكتوي بناره شعبنا الصابر الصامد في وجه كل الأعاصير والعواصف والبراكين.
القوى المحلية والدول الشقيقة تشاهد عدن الأبية، التي انتصرت على المشروع الإيراني في المنطقة، وهي غارقة في الظلام، ويتفرجون عليها. يا عيباه يا عيباه! والأصدقاء الذين تحولوا إلى ضباع جائعة تبحث عن مصالحها على حساب قضايا الشعوب.
اليوم، يواجه الجنوب أكبر مؤامرة في تاريخه من قبل قوى 1994م، التي عجزت عن تحرير أرضها، وراحت تكشر بأنيابها السامة نحو شعب الجنوب والمجلس الانتقالي، بصناعة أزمات هنا وهناك بتواطئها مع المليشيات الحوثية. نسوا كل ما عمله معهم المجلس الانتقالي الذي احت