قال محلل سياسي وعسكري أن الزبيدي رمى حجرة علها تحرك المياه الراكدة في بحيرة الأزمة والحرب في اليمن عامة، وفي البحيرة الآسنة للجناح الشمالي في سلطة الشرعية وما يسمى بالجيش الوطني والمقاومة الوطنية اليمنية الشمالية.
ويبدو ان تصريحات الزبيدي سببت لهؤلاء حرجا شديدا أمام بسطاء الناس وامام التحالف العربي وامام المجتمع الدولي بعد مرور ما يقارب عشر سنوات على سيطرة الحوثيين على الشمال اليمني دون تحرير أي محافظة شمالية".
جاء هذا التأكيد على أهمية تصريحات الرئيس عيدروس الزبيدي في موضوع للعميد "ثابت حسين صالح" تلقى محرر "شبوة برس" نسخة منه وجاء نصه:
بعد إنهاء الأزمة السورية كنتيجة لتفاهمات إقليمية ودولية، رفع البعض سقف التوقعات عن قرب انتهاء الأزمة والحرب في اليمن، بل ان البعض حاول إجراء مقارنة بين الحالتين وتوظيف ذلك في إطار المناكفات السياسية،ليس إلا.مع إن أي محاولة للمقارنة بين الحالتين في الوضع الراهن ستكون سطحية وغير منطقية.
كان يمكن عمل مقارنة او مقاربة بين الحالتين عام 2011 فقط ،حينما بدأت ما سميت باحتجاجات الربيع العربي، فانهار نظام علي عبدالله صالح في نفس العام وسيطر الإخوان (حزب الإصلاح) على الوضع ، قبل أن يتمكن الحوثيون من السيطرة على الوضع في صنعاء ومحافظات الشمال مع نهاية وبداية عام 2015م.
اما في سورية فلم يسقط نظام الأسد إلا بعد أكثر من 13 عاما وعن طريق تفاهمات بين اللاعبين الاقليميين والدوليين بشأن إنهاء الأزمة السورية.
وفي سياق مسلسل المناكفات السياسية تم تفسير إشارات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي على هامش منتدى دافوس حول اولوية القضاء على الحوثيين وحل القضية الجنوبية...تم تفسيرها إما بسطحية من جانب بعض العامة،وإما بخبث من جانب خصوم المجلس الانتقالي والجنوب.
المؤكد أن الزبيدي رمى حجرة علها تحرك المياه الراكدة في بحيرة الأزمة والحرب في اليمن عامة، وفي البحيرة الآسنة للجناح الشمالي في سلطة الشرعية وما يسمى بالجيش الوطني والمقاومة الوطنية اليمنية الشمالية.
ويبدو ان تصريحات الزبيدي سببت لهؤلاء حرجا شديدا أمام بسطاء الناس وامام التحالف العربي وامام المجتمع الدولي بعد مرور ما يقارب عشر سنوات على سيطرة الحوثيين على الشمال اليمني دون تحرير أي محافظة شمالية.
اليوم ثمة احتمالان أساسيان، أولهما أن تضطر الحركة الحوثية إلى مراجعة سلوكها في الداخل والخارج بما يفضي إلى القبول بفكرة العودة إلى المرجعيات الثلاث مع خصومها في الشمال، اخذا بعين الاعتبار ما طرأ على الواقع من تغيرات، وبما يجنبها الوقوع أكثر في دائرة الاستهداف الداخلي والخارجي.
لكن هذا الاحتمال يبدو الأضعف في ظل تفكك وضعف الشرعية والمقاومة، وشعور الجماعة أنها أصبحت قوة إقليمية وعالمية يجب الاعتراف بها...رغم إنها صنفت جماعة ارهابية.
أما الاحتمال الآخر فهو هزيمة واسقاط الحوثيين أو على اقل تقدير ارغامهم على الجلوس على طاولة مفاوضات الحل السياسي الشامل والعادل الذي يتطلب تحول جماعة الحوثيين إلى حزب سياسي بدون ذراع عسكري والوصول إلى حل القضية الجنوبية وفقا لما يرتضيه شعب الجنوب.
وفي الاحتمالين ينبغي للجنوبيين أن يتوقعوا اصطفافا يمنيا شماليا واسعا يشمل الجناح الشمالي في الشرعية ضد الجنوب وضد استعادة دولته...الأمر الذي يحتم على الجنوبيين الاصطفاف مع المجلس الإنتقالي الجنوبي وقائده عيدروس الزبيدي في هذه المرحلة المفصلية والخطيرة.