شعب الجنوب مسؤول عن حجم الاستبداد الذي يقهره.!

2025-01-12 22:02

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

في كل يوم، في هذا الوطن الجريح، نقتل بصمت مرات ومرات  نعاين انتكاساته، وهو ينزلق ببطء نحو الهاوية، بينما الجميع يتفرج، وكأن المأساة أصبحت مشهداً معتاداً!الرويبضة يتحكمون في الجنوب، يثقلون كاهل المواطن، ويتاجرون بمعاناته! آن الأوان أن يسقط بيت العنكبوت الذي أحكم قبضته على هذا الوطن، بعد عشرة أعوام من الأكاذيب والخداع وانهيار القيم والأخلاق، ناهيك عن الانحدار الاقتصادي والتنموي، الذي أصاب التعليم والصحة في مقتل..! 

 

عقد من الزمن في ظل دولة يتقاسمها حديثو النعمة، بينما الشعب يتلوى تحت خط الفقر والإهمال، وعود التنمية الكاذبة التي لا تزيد عن استعراض إعلامي تخديري، زرعت لترويج مشاريع زائفة لا أثر لها في المناطق المحررة، فلا ترى انعكاساتها على المواطن، ولا أثر لها في الاقتصاد الوطني بالله عليكم، أين هي تلك الطفرة التنموية التي يتحدثون عنها..!؟ وأين انعكاساتها على معيشة الناس وأحلامهم..!؟

 

إننا أمام منظومة فاسدة بامتياز....شرعية وحكومات متعاقبة، ونخب مستحدثة خلال الحرب، أفسدت أكثر مما أصلحت تستنزف الموارد العامة، تهدرها بلا حساب، وتحولها إلى مكاسب شخصية، في غياب تام للنزاهة، والكفاءة، والشفافية أما المحاسبة..! فلا وجود لها إذ كيف يحاسب الفاسد الفاسد..؟! إنها حفنة من المتأنقين اللصوص، يديرون هذا البلد كأنهم في سوق نخاسة سياسي، يشترون الذمم، ويسكتون الأصوات بمال هو حق للشعب المطحون، يغيب الشرفاء، وتدار السياسات بالكذب والخيانة والغدر، وكأنها منهج حياة..!

فأين القيم...؟ أين المبادئ..؟ أين الخوف من الله...؟ كيف أصبح الكذب والخداع مهنةً تدار بها البلاد..؟ كيف تلاشت المعايير الأخلاقية التي تبنى عليها الأمم...؟ في غياب النزاهة، والكفاءة، والمساءلة، لا يمكن أن نتحدث عن تغيير حقيقي.

 

قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" 

إن تغيير الحال السيء إلى الأفضل ليس مهمة مستحيلة، لكنه مشروط بوفاء الناس بشرط الله عليهم. فلو كان المتسلطون أعتى الطغاة، بينما الشعب متوحد على الحق، فإن الله بقدرته سيرسل عليهم عذابا يقتلعهم اقتلاعا، لكن العلة فينا، إن لم نغير ما بأنفسنا، فإن البلاء سيستمر، وسنبقى ندفع أثمانا باهظة حتى نصل إلى الهاوية.

 

قال الله تعالى: "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ"

ومن هنا، فإن الفساد الذي كشف عنه، والذي يقدر بمليارات الدولارات، ليس مجرد جريمة، بل كارثة وطنية، كان يجب على النقابات العمالية أن تكون في طليعة الدفاع عن حقوق الشعب، لا أن تقف صامتة، المرحلة الراهنة تتطلب تحركا شعبيا عاجلاً ، حتى لا تقيد جرائم الفساد ضد مجهول، التلاحم بين النقابات والشعب بات ضرورة قصوى، فالمظاهرات السلمية الحاشدة في جميع المحافظات المحررة لم تعد خيارا ، بل واجباً لاقتلاع هذا النظام الفاسد الذي أوصل البلاد إلى هذا الدرك الأسفل..! 

 

آن الأوان لشعبنا وقواه الحية أن يشدوا الأحزمة، ويحسموا أمرهم، وينطلقوا إلى الميادين في مظاهرات عارمة تهز الأرض تحت أقدام هؤلاء الطغاة، فالحقوق لا تستعاد إلا بالإصرار والوقوف صفا  واحداً إن قوى التغيير المخلصة قادرة على تجاوز المكائد والمؤامرات، لأن الحق منصور، ولأن الزبد يذهب جفاء، وما ينفع الناس يمكث في الأرض. 

"وَمَوْعِدُهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ".

 

✍️ ناصر العبيدي