حماية المال العام وتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية.. مفتاح ستعادة الكرامة والتنمية
ـــــــــــــــــــــــ
إن حماية المال العام ومكافحة الفساد هما حجر الأساس لبناء أي دولة تطمح لتحقيق العدالة الاجتماعية، وإنصاف المظلومين، وفي وطن أنهكته سنوات من الاقتتال والدمار، يصبح السير نحو الطريق الصحيح مرهونا بخطوات إصلاحية جادة تعزز النزاهة، تحصن المال العام، وتضع حداً للفساد الذي أرهق الشعب وقوض دعائم الدولة...!
لا يمكننا الحديث عن استعادة دولة الجنوب أو تحقيق النصر على الاحتلال اليمني ما لم نعالج جذور المشكلة: الفساد، فالفساد ليس مجرد ظاهرة، بل هو الوجه الآخر للاحتلال والتبعية، وأحد أكبر المعوقات أمام النهوض المؤسسي، إن العلاقة بين الفساد والاحتلال واضحة، حيث يؤدي الفساد إلى شل المؤسسات ومنعها من أداء دورها الوطني، لذلك تقع مسؤولية حماية المال العام من الفساد على عاتق الجميع من مواقعهم المختلفة، وعلينا ألّا نتردد في كشف أي ملف فساد بغض النظر عن هوية المتورطين...
ثورة حقيقية لمكافحة الفساد وحماية المال العام، نحن بحاجة إلى ثورة شاملة لحماية المال العام، ثورة تتجاوز الحلول التقليدية التي ثبت عجزها، يجب أن تكون هذه الثورة مبنية على رؤية جذرية تركز على محاسبة الفاسدين، وفتح ملفات الفساد الكبرى دون استثناء، وإحالة المتورطين إلى القضاء ليقول كلمته العادلة، إضافة إلى ذلك، ندعو إلى اتخاذ خطوات عملية وملموسة، مثل تخفيض رواتب كبار المسؤولين، ليس فقط لتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية، بل أيضاً لترسيخ ثقافة النزاهة والشفافية وإظهار القدوة الحسنة في السلوك السياسي والإداري، ورغم أن الحكومة قد بدأت في فتح ملفات الفساد وإحالة عدد من المتهمين للتحقيق، إلا أن هذه الخطوات تحتاج إلى تعزيز وإلى قدر أكبر من الجرأة والشفافية، يجب أن تكون هذه الجهود بمثابة نقطة البداية لمسار طويل نحو الإصلاح الشامل، حيث يصبح المال العام محميا، والعدالة الاجتماعية واقعاً يلمسه الجميع.
نموذج القيادة الرشيدة: الدكتور صالح عمرو الجريري، في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى قيادة مسؤولة ونزيهة، برزت شخصيات أثبتت بجدارة قدرتها على إنشاء عمل مؤسسي متكامل وفريد من نوعه، هذا العمل الذي لا يقارن حتى الآن بما يجري في دوائر مجاورة، يشكل نموذجاً استثنائياً في حماية المال العام من الفساد...!
ومن بين هذه الشخصيات البارزة، الدكتور صالح عمرو الجريري، الذي أظهر رؤية استثنائية ووضوحا في العمل خلال قيادته لشركة النفط فرع عدن، لقد قدم نموذجاً يحتذى به في الشفافية والإدارة الحكيمة، مما جعله بحق رجل الرقم الصعب في الزمن الصعب، نحن نكن له كل الاحترام والتقدير لما قدمه من جهود صادقة أسهمت في تعزيز الثقة بمؤسساتنا، ونتمنى أن نرى المزيد من رجال الدولة الذين يسيرون على خطاه لتحقيق مستقبل أفضل قائم على النزاهة والعدالة،
دعوة إلى العمل الجاد والتكاتف الوطني
إن استعادة دولة الجنوب ليست حلما بعيد المنال، لكنها تتطلب عزيمة وإصرارا من الجميع لمواجهة الفساد وكشف كل من تسوّل له نفسه المساس بمقدرات الشعب، نحن بحاجة إلى موقف موحد يتسم بالجدية والشفافية، مستلهمين في حياتنا السياسية والاجتماعية من الشخصيات العظيمة التي قدمت لنا نموذجًا للتضحية والنزاهة.
الفساد بات كابوساً يقض مضاجع شعب الجنوب، ولن يختفي هذا الكابوس إلا بتكاتف الجميع لمكافحته، فمستقبل وطننا يعتمد على قدرتنا على حماية المال العام، وترسيخ العدالة الاجتماعية، والقضاء على الفساد الذي هو العدو الأول لأي تقدم أو تنمية، دعوانا نعمل معاً لتحقيق هذه الأهداف النبيلة، ولنثبت للعالم أننا قادرون على بناء دولة الجنوب القوية والعادلة...!!
سنظل نرفع راية الوطن الجنوب ونسير باتجاه النهضة والاصلاح والتغيير باتجاه تحقيق الاهداف المرجوة، لاستعادة دولتنا، حمى الله شعب الجنوب..
✍️ ناصر العبيدي